نزلوا بحومة كربلا فتطلّبت
منهم عوائدها النسور الحوّمُ
وتباشر الوحش المثار امامهم
إن سوف يكثر شربه والمطعمُ
طمعت اميّة حين قلّ عديدهم
لِطَليقهم في الفتح أن يستسلموا
ورجوا مذلتهم فقلن رماحهم
من دون ذلك ان تنال الأنجم
حتى اذا اشتبك النزال وصرحت
صيد الرجال بما تكن ّ وتكتمُ
وقع العذاب على جيوش امية
من باسل هو في الوقائع معلمُ
ما راعهم الا تقحّم ضيغم
غير ان يعجم لفظه ويدمدمُ
عبست وجوه القوم خوف الموت
والعباس فيهم ضاحك يتبسمُ
قلب اليمين على الشامل وغاص في
الأوساط يحصد للرؤوس ويحطم
وثنى ابو الفضل الفوارس نكصا
فرأوا اشد ثباتهم ان يهزموا
ما كرّ ذو بأس له متقدما
الا وفرّ ورأسه المتقدم
صبغ الخيول برمحه حتى غدا
سيّان اشقر لونها والأدهمُ