نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 42
أُميّة وآل أبي معيط
؛ فقد اتّضح في وقت مبكّر أنّ عثمان ليس إلاّ واجهة يكمن خلفها الاُمويّون. وسرعان
ما عزّزت الأحداث هذا ؛ وذلك إنّ عثمان أسند إلى آله وذويه الولايات الكبرى في
دولة الخلافة ، وهي : البصرة والكوفة ، والشام ومصر ، وهذه الولايات الكبرى الأربع
هي الولايات ذات المنزلة العظيمة في الحرب والاقتصاد والاجتماع. فهي مركز الثروة
المالية ، والزراعية لدولة الخلافة منها تُحمل الأموال والأقوات ، وهي مركز تجمّع
الجيوش الإسلاميّة الوافدة من شتى بقاع الدولة ، وهي مركز عمليات الفتح الكبرى
التي كانت إذ ذاك لا تزال في أوجها ، وما عدا هذه الولايات فذو شأن ثانوي لا يُؤبه
له ، ولا يُلتف إليه.
لقد ولّى عثمان على البصرة ابن خاله عبد
الله بن عامر بن كريز ، وعمره خمس وعشرون سنة ، وولّى على الكوفة أخاه الوليد بن
عقبة بن أبي معيط ، ثمّ عزله تحت ضغط الرأي العام بعد أن ثبت عليه شرب الخمر
والتهتّك ، وولّى مكانه سعيد بن العاص ، وكان معاوية عاملاً لعمر على دمشق والأردن
فضمّ إليه عثمان ولاية حمص ، وفلسطين ، والجزيرة ، وبذلك مدّ له في أسباب السّلطان
إلى أبعد مدى مُستطاع ، وولّى مصر أخاه من الرضاعة عبد الله بن سعد بن أبي سرح.
كان هؤلاء الولاة جميعاً من قرابة عثمان
، ولم يكن سلوكهم الديني أو الإداري أو هما معاً في أمصارهم ومع رعيتهم مُرضياً
ومقبولاً ؛ فقد كانوا جميعاً من قريش ، وكانوا في تصرّفاتهم لا يخفون قبليتهم
وتعصّبهم على غير قريش من قبائل العرب ؛ ففي الكوفة تجبّر سعيد بن العاص وتعصّب
لقريش ، وقال :
«إنّما السّواد بُستان لقريش ما شئنا
أخذنا منه وما شئنا تركناه».
فلمّا اعترضه المسلمون من غير قريش
نفاهم إلى الشام ، وإذا بمعاوية
نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 42