نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 154
هذه الثورة قوّة على
قوّتهم فلم تنل منهم شيئاً ، وأمّا صانعوها فقد أكلتهم نارها ، وشملت أعقابهم مئات
من السنين ؛ فحملت إليهم الموت والذلّ ، والتشريد والحرمان ، فهي فاشلة على الصعيد
الاجتماعي ، وهي فاشلة على الصعيد الفردي.
ولكنّ الحقّ غير ذلك في عين الباحث
البصير.
فإنّ علينا لكي نفهم ثورة الحسين عليهالسلام أن نبحث عن أهدافها
ونتائجها في غير النصر الآني الحاسم ، وفي غير الاستيلاء على مقاليد الحكم
والسلطان ، فإنّ ما بين أيدينا من النصوص دالّ على أنّ الحسين عليهالسلام كان عالماً بالمصير
الذي ينتظره وينتظر مَنْ معه.
قال لابن الزبير حين طلب منه إعلان
الثورة في مكة :
«وأيم الله ، لو كنت في جُحر هامة من
هذه الهوام لاستخرجوني حتّى يقضوا بي حاجتهم. والله ليعتدنّ عليّ كما اعتدت اليهود
في السبت» [١].
وكان يقول :
«والله ، لا يدعوني حتّى يستخرجوا هذه
العلقة من جوفي ، فإذا فعلوا سلّط الله عليهم مَنْ يذلّهم حتّى يكونوا أذلّ من
فرام المرأة» [٢].
وأجمع نصحاؤه ـ حين شاع نبأ عزمه على
المسير إلى العراق ـ على أنّه فاشل حتماً في الوصول إلى نتيجة سريعة من ثورته ،
فقد كانت قوى المال والسلاح مُتّحدة ضدّه ، فكيف ينتصر؟ وفزعوا إليه ينصحونه
بالمكوث في مكة ، أو الخروج عنها إلى غير العراق من بلاد الله ؛ من هؤلاء عمر بن
عبد
[١] و (٢) انظر : تأريخ
الطبري ٤ / ٢٨٩ و ٢٩٦ ، والكامل ٣ / ٢٧٥ ـ ٢٧٦ ، والأخبار الطوال ، ٢٢٣.
نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 154