فدعا عمر بن سعد الحصين بن تميم ، فبعث
معه المجففة والرجّالة وخمسمئة من الرماة [٢].
فحملوا على جيش الحسين (عليه السّلام) واقتتلوا
حتّى انتصف النهار ، وما انجلت الغبرة إلاّ وقد فقد الحسين (عليه السّلام) خمسين
رجلاً من جيشه ، وقد بانت القلّة في معسكره. ثمّ أخذ أصحابه يخرج منهم الرجلان
والثلاثة والأربعة ، ويستأذنون منه للمبارزة والدفاع عن ذرية الرسول (صلّى الله
عليه وآله) ؛ فخرج سيف بن حارث بن مريع ، ومالك بن عبد مريع الجابريان وهما يبكيان
، فقال الحسين (عليه السّلام) لهما : «ما يبكيكما؟ إنّي لأرجو أن تكونا بعد ساعة
قريري العين». قالا : جعلنا الله فداك! ما على أنفسنا نبكي ، ولكن نبكي عليك ؛
نراك قد اُحيط بك ولا نقدر أن ننفعك بأكثر من أنفسنا. فقال (عليه السّلام) : «جزاكما
الله يابنَي أخي بوجدكما من ذلك ومواساتكما بأنفسكما أحسن جزاء المتّقين» [٣].
[١]و ٢) انظر تفصيل
ذلك في تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٣٢ ، الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٩٠.