نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 512
بزعامة سليمان بن
صرد ، ثمّ بزعامة المختار الثقفي ، ولكن عبد الله بن الزبير لا يحتمل ذلك ، وبخاصّة
وإنّ الكوفة كانت تابعة له ، فبعث أخاه مصعب بأهل البصرة وبقايا الجيش الذي قاتل
الحسين عليهالسلام
الذي خرج من الكوفة فارّاً من المختار ، وطوق الكوفة وقتل المختار ، وقتل بعد ذلك
زوجة المختار ؛ لأنّها لم تتبرّأ منه ، ومعها ستة آلاف صبراً ممّن كان مع المختار
في القصر.
ولئن استطاع عبد الملك بعد عشرين سنة أن
ينتصر على المعارضة والثوّار في أنحاء البلاد الإسلاميّة ، وأن يستعيد وحدة الدولة
الاُمويّة وفرض السياسة التي اختطها معاوية من جديد ، فإنَّ حرارة الزلزال في
الكوفة ، والمغتربين من أبنائها في خراسان لم تكن قد انتهت ، فكانت ثورة زيد في
الكوفة ، وكان قدره فيها كقدر جدّه الحسين عليهالسلام
أن يكون وقوداً وزيتاً للثائرين. ثمّ كانت ثورة العباسيِّين بالكوفيين المغتربين
ومَنْ معهم من أهل خراسان ، وانهار على أيديهم الحكم الأموي والأطروحة الاُمويّة
للإسلام ، المبني على لعن علي عليهالسلام
إلى غير رجعة ، حيث لم يجئ حكم بعد ذلك يتبنّى لعن علي عليهالسلام إلى اليوم ، ولن
يجيء إلى آخر الدنيا.
وانتشرت الأحاديث النبوية التي عمل بنو
اُميّة على طمسها وكتمانها وتحريفها ، واهتدى بها مَنْ أراد الهداية من الأمّة ، وهي
محفوظة في كتب المسلمين جميعاً إلى اليوم. وأيد الله تعالى الحسين عليهالسلام تأييداً خاصاً حين
بتر نسل يزيد فلا يوجد اليوم مَنْ ينتسب إليه ، وبارك الله تعالى في نسل الحسين عليهالسلام فهو يملأ الدنيا ، ورزقه
منهم تسعة أئمّة هدى أسباطاً ، أعلام هداية ، نشروا ما كان يحمله الحسين عليهالسلام من تراث نبوي كتبه
علي عليهالسلام
بيده الكريمة الطاهرة ، وأملاه النبي من فيه الشريف المطهّر ، والتفّ حولهم شيعة
يأخذون عنهم هذا التراث الإلهي ، ويحملون ظلامة الحسين عليهالسلام غضة طرية كلّ عام
في عاشوراء ؛ ليهتدي بهديها مَنْ شاء من الناس.
نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 512