نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 482
إلى الآفاق ، فكانت
هذه الكلمات يشار بها على المنابر.
قال أبو جعفر الإسكافي (ت ٢٢٠) [١] : إنّ معاوية وضع قوماً من الصحابة ، وقوماً
من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليهالسلام
تقتضي الطعن فيه والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جُعَلاً يُرغب في مثله ، فاختلقوا
ما أرضاه. منهم أبو هريرة ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة. ومن التابعين عروة
بن الزبير ، ومرّة الهمداني ، والأسود بن يزيد ، ومسروق الأجدع ، وأبو وائل شقيق
بن سلمة ، وأبو عبد الرحمن السُّلمي القارئ ، وقيس بن حازم ، وسعيد بن المسيب ، والزهري
، ومكحول ، وحريز بن عثمان وغيرهم [٢].
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما مسنداً
متصلاً بعمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : إنّ آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء ، إنّما ولييّ الله وصالح المؤمنين [٣].
[١] قال الخطيب
البغدادي في تاريخ بغداد ٥ / ٤١٦ : محمد بن عبد الله ، أبو جعفر الإسكافي أحد
المتكلّمين من معتزلة البغداديين ، له تصانيف معروفة ، وكان الحسين بن يزيد
الكرابيسي صاحب الشافعي يتكلّم معه ويناظره.
[٣] رواه البخاري ٥
/ ٢٢٣٣ (الموسوعة الذهبية) ، مسلم ١ / ١٩٧ ، مسند أحمد ٤ / ٢٠٣ ، وفيها (آل أبي
فلان). قال في فتح الباري ١٠ / ٤٢٣ قال : أبو بكر بن العربي في سراج المريدين : كان
في أصل حديث عمرو بن العاص أنّ آل أبي طالب ، فغير آل أبي فلان ، كذا جزم به. وتعقّبه
بعض الناس وبالغ في التشنيع عليه ، ونسبه إلى التحامل على آل أبي طالب ، ولم يصب
هذا المنكر ؛ فإنّ هذه الرواية التي أشار إليها ابن العربي موجودة في مستخرج أبي
نعيم من طريق الفضل بن الموفق ، عن عنبسة بن عبد الواحد بسند البخاري عن بيان بن
بشر ، عن قيس بن أبي حازم ، عن عمرو بن العاص رفعه : أنّ لبني أبي طالب رحماً
أبلهاً ببلالها. وقد أخرجه الإسماعيلي من هذا الوجه أيضاً لكن أبهم لفظ طالب ، وكأنّ
الحامل لمَنْ أبهم هذا الموضع ظنّهم أنّ ذلك يقتضي نقصاً في آل أبي طالب ، وليس
كما توهّموه كما سأوضحه إن شاء الله تعالى. قوله : ليسوا بأوليائي كذا للأكثر ، وفي
نسخة من رواية أبي ذر : بأولياء ، فنقل ابن التين عن الداودي أنّ المراد بهذا
النفي مَنْ لم يسلم منهم ، أي فهو من إطلاق الكل وإرادة البعض ، والمنفي على هذا
المجموع لا الجميع. وقال الخطابي : الولاية المنفية ولاية القرب والاختصاص لا
ولاية الدين ، ورجح ابن التين الأول وهو الراجح ؛ فإنّ من جملة آل أبي طالب علياً
وجعفر ، أو هما من أخصّ الناس بالنبي صلىاللهعليهوآله
لِما لهما من السابقة والقدم في الإسلام ونصر الدين. وقد استشكل بعض الناس صحة هذا
نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 482