responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام السجّاد جهاد وأمجاد نویسنده : حسين الحاج حسن    جلد : 1  صفحه : 264

٤٧ ـ حق من سرك الله به :

« وأما حق من سرك الله به وعلى يديه ، فإن كان تعمدها لك حمدت الله أولا ثم شكرته على ذلك بقدره في موضع الجزاء ، وكافأته على فضل الابتداء ، وأرصدت له المكافأة ، وإن لم يكن تعمدها حمدت الله وشكرته ، وعلمت أنه منه ، توحدك بها [١] ، وأحببت هذا إذا كان سببا من أسباب نعم الله عليك ، وترجو له بعد ذلك خيرا ، فإن أسباب النعم بركة حيث ما كانت ، وإن كان لم يعتمد ، ولا قوة إلا بالله .. ».

إن المسلم الذي يلتزم بالأخلاق الإسلامية يعيش مع الناس بأخلاق الرسل المصلحين والأئمة الطاهرين ، فيصفح عنهم زلاتهم ويستر عوراتهم ، ويبتسم في وجوههم ، ويتواضع لهم ويتجنب إهانتهم وإذلالهم.

والإمام زين العابدين يرتفع بنفسية المسلم عن الإساءة إلى أخيه المسلم ليدخل في عداد العاملين على مسرته وانشراحه ومن يبادر إلى إدخال السرور على قلوب الناس هو من خيار الناس فقد أسدى إلى أخيه يدا بيضاء فالواجب يقضي عليه بأن يقوم بشكره ، ويذكر إحسانه. ولا يخفى أن إدخال السرور على قلب المسلم يجعله يشعر أنك تهتم بسعادته كما يضفي جوا من الود والمحبة والصفاء .. لكن هذا السرور يجب أن يتخذ الطريق الشرعي المباح دون ما يكون محرما كما هو الحال عند بعض المتهاونين بالدين والمستهزئين بغيرهم.

أما إذا أقدم من سرك الله مختارا فعليك شكره على هذه النعمة وإذا جاءت مسرتك عن يديه صدفة فإن الله تعالى هو الذي منّ عليك بمثل هذه النعمة وعليك أن ترجو له الخير لأنها على أي حال قد صدرت عنه وكان سببا لهذه النعم. وبالشكر تدوم النعم. والحمد لله رب العالمين الذي منّ


[١] توحدك بها : اختصك بها.

نام کتاب : الإمام السجّاد جهاد وأمجاد نویسنده : حسين الحاج حسن    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست