نام کتاب : الإمام السجّاد جهاد وأمجاد نویسنده : حسين الحاج حسن جلد : 1 صفحه : 210
واحد أحد في
خصائصه : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ اللَّطِيفُ
الْخَبِيرُ. )
الإيمان القلبي
العميق يطهر القلوب من الزيغ ويحرر العقول من الرق والتبعية ، أما عبادة غير الله
من الأصنام والأزلام والأوثان فإنها ذل وعبودية ، وقضاء على كرامة الانسان وعزته.
والإيمان بالله
يفرض على الإنسان أن ينظر إليه سبحانه وتعالى نظر الربوبية المطلقة التي تملك
الحياة كما تملك الموت ، وتملك الأعمار كما تملك الأرزاق. قال تعالى : ( اللهُمَّ
مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ
تَشاءُ ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ
إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )[١].
التوحيد بالله
وعدم الشرك به أساس من الأسس التي لا تقبل المساومة وقد حسم القرآن الكريم هذه
القضية فقال تعالى : ( إِنَّ اللهَ لا
يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ )[٢].
والإمام زين
العابدين جعل في هذه الرسالة أكبر حقوق الله على الإنسان أن يعبده ولا يشرك به
شيئا ، وفي مقابل هذه العبادة بإخلاص تكون كفاية الله له لأمري الدنيا والآخرة.
ففي الدنيا يشعر بالسعادة النفسية والاطمئنان القلبي في الآخرة ، وفي رحاب الله
يفوز بالخلود الأبدي ورضوان الله أكبر ما يتوق إليه الإنسان ويسعى من أجله.
٢ ـ حقوق الجوارح ـ من عرف نفسه فقد عرف
ربه حق النفس :
« وأما حق نفسك
عليك فأن تستوفيها في طاعة الله عز وجل فتؤدي إلى لسانك حقه وإلى سمعك حقه وإلى
بصرك حقه وإلى يدك حقها وإلى رجلك حقها ، وإلى بطنك حقه ، وإلى فرجك حقه ، وتستعين
بالله على ذلك ».