responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام السجّاد جهاد وأمجاد نویسنده : حسين الحاج حسن    جلد : 1  صفحه : 207

في تحف العقول [١].

الدوافع لكتابة رسالة الحقوق :

كثر اللهو والطرب وانتشرت دور الميسر ومجالس الغناء طيلة حكم الأمويين ، واستقدم ملوكهم الجواري والمغنين والمغنيات من شتى البلدان إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة وأغدقوا عليهم المال بسخاء. كما بذلوا الكثير من المال على الشعراء لتأييد سلطانهم فاصطنعوا به الأحزاب واستذلوا به الأعداء. وكان عبد الملك بن مروان من أكثر ملوك بني أمية بذلا للمال في سبيل تأييد سلطانه ، وعامله آنذاك الحجاج بن يوسف فلما حاصر الكعبة ، وفيها ابن الزبير أمر رجاله أن يرموا الكعبة بالمنجنيق فتهيب جنده ، فجاء بكرسي وجلس عليه وقال لهم : « يا أهل الشام ، قاتلوا على أعطيات عبد الملك » ففعلوا [٢].

وكثيرا ما كان يرد أذى الأحزاب وإخماد الثورات بالمال ينثره على الناس فينشغلون به عنه. من ذلك ما فعله مع جماعة عمرو بن سعيد الأشدق لما طمع بالشام دونه. فاحتال في استحضاره إلى ديوانه وقتله غدرا ، ولما علم أصحابه بمقتله تجمهروا حول دار الخلافة مطالبين بدم زعيمهم ، خاف عبد الملك العاقبة فأمر أن يرمى برأس عمرو إلى الناس ومعه المال الكثير ، فنفذ ابنه عبد العزيز ذلك ، وجعل يلقي بالأموال على الجماهير المحتشدة. فلما رأى الناس الرأس والأموال انشغلوا بالأموال وتفرقوا [٣].

لقد استخدموا المال والنساء وبذلوا على تلك المجالس والليالي الساهرة بسخاء ، ولم يكن يدعوهم إلى هذا السلوك المنحرف والاستهتار


[١] المصدر السابق.

[٢] راجع التمدن الإسلامي لجرجي زيدان ، ج ١ ، ص ٨٣.

[٣] نفسه ، ص ٨٤.

نام کتاب : الإمام السجّاد جهاد وأمجاد نویسنده : حسين الحاج حسن    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست