نام کتاب : الإمام السجّاد جهاد وأمجاد نویسنده : حسين الحاج حسن جلد : 1 صفحه : 171
مقتل الحسين يسدل
الستار على الفصل الأخير على المسرحية الكربلائية وما نحسبه يسدل حتى تتبدل الأرض
ومن عليها!
الإمام الحسين (ع)
باق في المهج والأرواح ، ومأساة الحسين مأساة إنسانية خالصة تأخذ بلب كل إنسان
وتستثير مشاعر جميع الشرفاء.
الحسين شهيد وإمام
الشاهدين ، والشاهدية حضور تام في الذات والمجتمع والكون ، تولد منها الشهادة عملا
لذلك الحضور. إن الغمامة المحملة بإيحاءات البحر ، ونسمات الفلك فتحت فمها لتقول
كلمة الحق ، كلمة العودة إلى المنبع ، مثلما تئن الأوتار والنايات وتصفر العلائم
الموسيقية منسلة من الجسد لتعود إلى قلب الأرض وهي تحدو حول الشمس حداء الصيرورة ،
وهو في الوقت ذاته نشيد الحب الأكبر والجمال الأعظم والجلال المطلق.
كلمة الحسين
الشاهدة الملتزمة تقول الموت البطولي كما لم تقله شهادة في تاريخ الأرض ، لأنها عبارة
جده الرسول الأعظم التي كتبها من فوح القرآن وسوف تبقى ما بقي أنبل إنسان ، ولا
يستطيع أن يخفيها أو يغيّر مجراها بنو مروان أو بنو سفيان مهما تصعنوا في الظلم
والبهتان.
خطبته في المدينة
:
والناس يزدحمون
حول فسطاطه وكان معه بشر بن حذلم ، خرج الإمام ليقابل الجموع الغفيرة المحتشدة
لتقدم التعازي ، ومعه خرقة يمسح بها دموعه. أخرج الخادم له كرسيا فجلس عليه وهو لا
يتمالك من العبرة ، ارتفعت أصوات الناس بالبكاء من حوله فأومأ بيده إليهم أن
اسكتوا وقال : « الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، ملك يوم الدين ، بارىء
الخلق أجمعين الذي بعد فارتفع في السماوات العلى ، وقرب فشهد النجوى نحمده على
عظائم الأمور وفجائع الدهور وألم الفجائع ومضاضة اللواذع وجليل الرزء وعظيم
المصائب الفاظعة الكاظة الفادحة الجائحة. ثم
نام کتاب : الإمام السجّاد جهاد وأمجاد نویسنده : حسين الحاج حسن جلد : 1 صفحه : 171