نام کتاب : الإمام الرضا عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الذهبي، عباس جلد : 1 صفحه : 98
النار ويحللون
الزواج من المحارم ، بدون دليل أو برهان سوى التقليد الأعمى للآباء ، فحاول إمامنا
عليهالسلام أن يدلّهم
على الطريق السوي ويوقفهم على أفق أرحب ، وأن يخرج بوعيهم من قفص التقليد :
دعا الإمام الرضا عليهالسلام الهربذ الأكبر فقال له : « زرادشت الذي تزعم
أنَّه نبي ، ما حُجَّتك على نبوَّته؟
».
قال : إنَّه أتى بما لم يأتنا به أحد قبله
، ولم نشهده ، ولكنَّ الأخبار من أسلافنا وردت علينا بأنَّه أحلَّ لنا ما لم
يُحلّهُ غيره فاتَّبعناهُ.
قال عليهالسلام
: « أفليس
إنَّما أتتكم الأخبارُ فاتَّبعتُموه؟!
» قال : بلى.
قال : « فكذلك سائرُ الأُمم السالفة أتتهم الأخبارُ بما
أتى به النبيّون وأتى به موسى وعيسى ومحمد صلوات اللّه عليهم ، فما عذركُم في ترك الإقرار
لهم إذ كنتم إنَّما أقررتم بزرادشت من قبل الأخبار المتواترة بأنَّه جاء بما لم
يجيء به غيره؟! » فانقطع الهربذُ
مكانه[١].
لقد وجد الإمام عليهالسلام أن أصحاب زرادشت تضيق عدسة الرؤية
لديهم فيؤمنون بالأخبار الواردة من قبل آبائهم عن زرادشت دون غيره ، وهذا التخصيص
لايستقيم على سكة العقل السَّوية ، فإذا كان منهجهم في الاعتقاد قائما على النقل
عن الآباء فلماذا لا يعتمدون على ذات المنهج الذي اتبعه الأنبياء؟! الذين جاءوا ـ
كذلك ـ بما لم يجيء به غيرهم من الشرائع ،
يسلم العالم إلى
الشيطان سبعة آلاف سنة يحكم ويفعل مايريد. وبعد ذلك عهد أن يقتل الشيطان. وهذا
الكلام غير لائق بالعقلاء (انظر : اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ، فخر الدين
الرازي : ١٢٠ ، الفصل الثالث).