نام کتاب : الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم جلد : 1 صفحه : 90
لاتسمح بذلك ، وحينما
تغيّرت في المرحلة المدنيّة غيّر صلىاللهعليهوآله
موقفه واستمرّ في جهاده إلى أن انتصر على جميع قوى الشرك في المدينة والحجاز واليمن ، وكذلك أمير المؤمنين عليهالسلام
في سيرته مع من اغتصب حقّه وتقدم عليه بالباطل ، بل حتىٰ مع المتمرّدين عليه في خلافته.
٣. المصلحة الإسلاميّة :
من أساسيات المنهج الإسلامي أنّ لأي حكم شرعي مصلحة يتضمّنها ، فمن باب
أولى أن يكون لأخطر موقف ـ وهو الصلح وفي تلك الظروف الحسّاسة ـ مصلحة على
المدى القريب والبعيد ، فالصلح انطوى على عدّة مصالح آنيّة ومستقبليّة
راعاها الإمام عليهالسلام قبل اتخاذه القرار
، بعضها متعلّق بالمصلحة العامّة للمسلمين ، والآخر متعلّق بمصلحة منهج أهل البيت عليهمالسلام
في حركته الواقعيّة في المسيرة التاريخيّة.
المبحث
الثاني / نتائج الصلح وآثاره
انكشاف
حقيقة معاوية والحكم الأموي :
في أجواء الكيد والدسّ ، والتربّص بقادة
الاُمّة الحقيقيّين ، وفي خضّم تزيين الضلال ، وتزييف الحقائق ، وإشاعة
اللبس في الرؤية من قبل معاوية لإبقاء المسلمين بعيداً عن الوعي وإدراك
الحقائق ؛ كان للصلح دوره الكبير في كشف حقيقة معاوية ونواياه الخفيّة ،
فبعد أن استلم معاوية زمام الأمور استسلم لزهو الإنتصار ، ولم يتمالك نفسه
حتّى كشف عن سريرته ومكنونات أهوائه ، ولم يلتفت إلى الآثار المترتّبة على
هذا الكشف ، فأعلن لأهل العراق عن أهدافه الحقيقيّة وهي تتلخّص في الوصول
إلى قمّة السلطة ، كما جاء ذلك في خطابه حين قال : « إنّي والله ما قاتلتكم
لتصلّوا ، ولا لتصوموا ، ولا لتحجّوا ، ولا لتزكّوا
، إنّكم لتفعلون ذلك ، وإنّما قاتلتكم لأتأمّر عليكم » [١]. وهذا التصريح قد
كشف عن