نام کتاب : الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم جلد : 1 صفحه : 82
فعلتم ، فاعلموا أنّ
معاوية بالشام ، فإذا وكلتم إلى رأيكم عرف كيف يستبزّها منكم » [١].
وكان يقول أيضاً : « هذا كسرى العرب » [٢]. فاستقل معاوية
بالشام استقلالاً حقيقياً نظراً لصلاحياته المطلقة وعدم تدخّل الحكّام في شؤونه ، وتوسّعت ولايته بعد أنّ ضمّ عثمان له الشام كلّها [٣].
فاستطاع أن يكوّن جيشاً مطيعاً مستسلماً
، عن طريق الخداع والتضليل وشراء الضمائر بأموال المسلمين ، وكان يوجّهه
توجيهاً خاصّاً عن طريق الوعّاظ والرواة المتملّقين ، وكان معزولاً عن
بقيّة الأمصار ، فلا يعرف غير معاوية وبيت أبي سفيان ، ولا يعرف من الإسلام
إلاّ ما يوجّهه به معاوية من حيث تاريخ الإسلام وتاريخ رجاله ، فكان الناس
يفهمون أنّ معاوية خال المؤمنين ، وموضع ثقة الخلفاء السابقين ، وابن عم
الخليفة عثمان ، إضافة إلى ما نسبه وعّاظ السلاطين إليه من فضائل بعد غياب
الوعي وعدم الاختلاط ببقيّة الأمصار. وتربّص معاوية بعثمان حتّى قتل ، فلم
ينصره في حياته ، وإنّما استغلّ مقتله للتمرّد على خلافة أمير المؤمنين
الإمام علي عليهالسلام
، ومن ثمّ الاستقلال الكامل بالشام بعد حرب صفّين. فكان أهل الشام مستسلمين
له وحده ، ومنقادين لقيادة واحدة ، وليس له في الشام من ينافسه على الحكم
والإمرة. وممّا ساعد على تقوية كيان الأمويّين هو عدم تأمير أحد من بني
هاشم في عهد أبي بكر وعمر وعثمان [٤].
٢
ـ ظروف العهد العلوي :
بعد ربع قرن من وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله عاد الحق لأهله
حينما عادت الخلافة