نام کتاب : الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم جلد : 1 صفحه : 46
نتبعك ». فنظر إليهما علي عليهالسلام ، وقال : « نعم ، والله
ما العمرة تريدان ، وإنّما تريدان أن تمضيا إلى شأنكما » [١]
، وفي رواية أخرى قال لهما أو لبعض أصحابه : « والله ما أرادا العمرة
ولكنّهما أرادا الغدرة » ، فلحقا عائشة فحرّضاها على الخروج ، فسارت إلى
البصرة ومعها طلحة والزبير في خلق عظيم ، وقدم القوم البصرة ، فقالوا
لعثمان بن حنيف عامل علي عليهالسلام
: « لم نأتِ لحرب وإنّما جئنا لصلح » فكتبوا كتابا بينهم وبينه أنّهم لا يحدثون حدثاً إلى قدوم علي عليهالسلام
، وأنّ كلّ فريق
منهم آمن من صاحبه ثمّ افترقوا ، فوضع عثمان السلاح ، فنتفوا لحيته وشاربه
وأشفار عينيه وحاجبيه ، وانتهبوا بيت المال وأخذوا ما فيه ، فلمّا أتى
عليّاً عليهالسلام الخبر سار إلى البصرة ، فخرج من المدينة ، ثمّ صار إلى ذي قار ، ووجّه الحسن عليهالسلام وعمّار بن ياسر إلى الكوفة [٢].
ووصل الإمام الحسن عليهالسلام
إلى الكوفة فالتأم حوله الناس زمراً ، وأعلن الإمام الحسن عليهالسلام
عزل أبي موس الأشعري عن منصبه ، وقال له : يا أبا موسى لم تثبط عنّا الناس ، وأقبل يحدّثه برفق ولين قائلاً : « يا أبا موسى
، والله ما أردنا إلاّ الإصلاح ، وليس مثل أمير المؤمنين يخاف على شيء » ، فبهت أبو موسى وضاقت به مكابرته فقال للإمام عليهالسلام
: « صدقت بأبي أنت وأمي ... ولكن المستشار مؤتمن ». ولكنّ أبا موسى بقي
مصرّاً على ما هو عليه من تثبيط عزائم الناس وخذلانهم من الخروج مع الإمام عليهالسلام
، وجعل كلّما سمعه من الحسن عليهالسلام
ومن الخطباء دبر أذنيه حتى أعيى الإمام حسن حلمه فاندفع يصيح به في ثورة
وعنف قائلاً له : « اعتزل عملنا أيّها الرجل ، وتنحّ عن منبرنا لا أمّ لك »
[٣].
وروي أنّ عمار بن ياسر خطب ثمّ نزل ، فصعد الحسن عليهالسلام
على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه وذكر جدّه فصلى عليه ، وذكر فضل أبيه وسابقته وقرابته من