نام کتاب : الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم جلد : 1 صفحه : 41
جميع مراحل حركته
تجاه الأحداث والشخصيّات والوجودات القائمة ، فكانت المصلحة الإسلامية العليا هي الحاكمة على قراراته ومواقفه ، فقد اقتدى بأبيه عليهالسلام في الصبر الجميل ، وفي مراعاة المصلحة العليا ، فكان لا يتردّد في اتّخاذ أيّ قرار
ما دام يصبّ في المصلحة الإسلامية العليا ، وإن كان فيه حيف وظلم له خاصّة.
الإمام
الحسن عليهالسلام في عهد عثمان بن
عفّان
اعتراف
عثمان بمؤهّلات الإمام الحسن عليهالسلام :
اعترف عثمان في زمان سلطته بعلم الإمام
الحسن عليهالسلام
وحكمته ، فقد ورد عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : « إنّ رجلاً مرّ بعثمان بن عفّان وهو قاعد على باب المسجد فسأله فأمر
له بخمسة دراهم ، فقال له الرجل ارشدني ، فقال له عثمان : دونك الفتية
الذين ترى وأومأ بيده إلى ناحية من المسجد فيها الحسن والحسين وعبدالله بن
جعفر عليهمالسلام.
فمضى الرجل نحوهم حتى سلّم عليهم وسألهم ، فقال له الحسن : يا هذا إنّ المسألة لا تحلّ إلاّ في إحدى ثلاث : دم مفجّع ، أو دين مقرّح
، أو فقر مدقّع ، ففي أيّها تسأل ؟ فقال : في وجه من هذه الثلاث ، فأمر له الحسن عليهالسلام بخمسين دينارا ، وأمر له الحسين عليهالسلام
بتسعة وأربعين ديناراً ، وأمر له عبدالله ابن جعفر بثمانية وأربعين
ديناراً. فانصرف الرجل فمرّ بعثمان ، فقال له : ما صنعت ؟ فقال : مررت بك
فسألتك فأمرت لي بما أمرت ، ولم تسألني فيما أسأل ، وإنّ صاحب الوفرة لما
سألته قال لي : يا هذا فيما تسأل ، فإنّ المسألة لا تحلّ إلاّ في إحدى
ثلاث فأخبرته بالوجه الذي أسأله من الثلاثة ، فأعطاني خمسين ديناراً
وأعطاني الثاني تسعة وأربعين ديناراً وأعطاني الثالث ثمانية وأربعين
ديناراً ، فقال عثمان : ومن
لك بمثل هؤلاء الفتية أولئك فطموا العلم فطماً وحازوا الخير والحكمة » [١].
[١]
بحار الأنوار ٤٣ : ٣٣٢ / ٤ ، تاريخ الإمام الزكي الحسن المجتبى باب مكارم أخلاقه.
نام کتاب : الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم جلد : 1 صفحه : 41