ثمّ أن الصادق عليهالسلام أثبت له أنها
مصنوعة لغيرها ، لسبقها بالعدم ولأن صنعتها تدلّ على أن صانعها حكيم عالم ، الى
غير ذلك من البراهين.
ثمّ ما زال الصادق
يسايره في الكلام ، ومحور الكلام الاهليلجة ، إلى أن أرغمه الدليل على الاعتراف
بالصانع الواحد ، بعد أن صار كلامهما إلى النجوم والمنجّمين.
ثمّ صار الصادق
يدلي عليه بالبيان عن تلك العلامات على ذلك الصانع الواحد ، والدلالات على ذلك
الحكيم القدير والعالم البصير ، من مصنوعاته من السماء والأرض والشجر والنبات
والأنعام وغيرها وكيفيّة دلالتها عليه.
ثمّ أخذ في بيان
صفاته من اللطف والعلم والقوّة والسمع والبصر والرأفة والرحمة والإرادة [١].
أقول : وما حداني
على الاشارة الى مواضع هذه الرسالة دون إيرادها إلاّ رعاية الإيجاز ، على أن هذه
الرسالة جمعت فنونا من العلم الى قوّة الحجّة وجودة البيان ، وما كان محور
المناظرة فيها إلاّ اهليلجة ، وهي من أضعف المصنوعات ، وأصغرها جرما وشأنا.
موجز براهينه على الوجود والوحدانيّة
تعرف المواهب
الغزيرة من المقدرة في البيان ، فبينا تجده يطنب في الدليل كما في توحيد المفضل
وغيره إذ تراه يأتي بأوجز بيان في البرهان مع الوفاء بالقصد ، وذلك حين يسأل عن
الدليل على الخالق فيقول عليهالسلام : ما بالناس من حاجة [٢].