نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 84
(عليه السّلام و] قال
له : يا أخي ، أنت أحبّ النّاس إليّ وأعزّهم عليّ ، ولست أدّخر النّصيحة لأحد من
الخلق أحقّ بها منك ؛ تنحّ ببيعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت ، ثمّ
ابعث رسلك إلى النّاس فادعهم إلى نفسك ، فإنْ بايعوك حمدت الله على ذلك ، وإنْ
أجمع النّاس على غيرك لمْ ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ، ولا يذّب به مرؤتك ولا
فضلك ، إنّي أخاف أنْ تدخل مصراً من هذه الأمصار وتأتي جماعة من النّاس فيختلفون
فيما بينهم ؛ فطائفة معك وأخرى عليك ، فيقتتلون فتكون لأوّل السّنة [غرضاً] ؛ فاذن
خير هذه الاُمّة كلّها نفساً وأباً واُمّاً أضيعها دماً وأذلّها أهلاً.
فقال له الحسين [عليه السّلام] «فإنّي
ذاهب يا أخي».
فقال [محمّد بن الحنفيّة] فانزل مكّة ؛
فإنّ طمأنّت بك الدار فسبيل ذلك ، وإنْ نبتْ بك لحقت بالرّمال وشعف [١] الجبال ، وخرجت من بلد إلى
يُقتل ٥ / ١٣. وكان
يوم خروج الحسين (عليه السّلام) من مكّة إلى العراق مقيماً بالمدينة ٥ / ٣٩٤ ، وادّعى
المختار أنّه قد أتى أهل الكوفة من قبله ٥ / ٥٦١ ، فأُخبر بذلك ابن الحنفيّة وسُئل
عنه ، فقال : لوددت أنّ الله انتصر لنا من عدونا بمَن شاء من خلقه. فبلغ ذلك
المختار فلقّبه بالإمام المهدي ٦ / ١٤. وأخرج المختار كتاباً لإبراهيم بن مالك
الأشتر يدعوه إلى اتّباعه منسوباً ، إلى ابن الحنفيّة ٦ / ٤٦ ، فذكر ذلك عند ابن
الحنفيّة ، فقال : يزعم أنّه لنا شيعة ، وقتلة الحسين (ع) جلساؤه على الكراسي
يحدّثونه! فقتل المختار عمر بن سعد وابنه وبعث برأسيهما إلى ابن الحنفيّة ٦ / ٦٢ ،
وحاول أنْ يبعث إلى ابن الحنفيّة جنداً يقابل بها ابن الزبير ، فرفض ذلك ابن
الحنفيّة ونهاه عن سفك الدماء ٦ / ٧٤ ، فبلغ ذلك ابن الزبير فحبس ابن الحنفيّة
وسبعة عشر رجلاً من أهل بيته ، ومن رجال أهل الكوفة معه في زمزم حتّى يُبايعوا أو
يُحرقوا بالنار! ، فوجّه ابن الحنفيّة ثلاثة نفر من أهل الكوفة إلى المختار
يستنجده ، فبعث المختار أربعة الآف رجل ومعهم مال كثير ، فدخلوا مكّة والمسجد
الحرام حتّى أخرجوهم من حبسهم ، واستأذنوا محمّد بن الحنفيّة في قتال ابن الزبير ،
فلم يأذن لهم وفرّق فيهم الأموال ٦ / ٦٧. وكان ينهى الشيعة من الغلو ٦ / ١٠٣ ، وكانت
له راية مستقلّة في الحجّ سنة (٦٨ هـ) ، وكان يقول : إنّي رجل أدفع عن نفسي من ابن
الزبير ، وما يروم منّي ، وما أطلب هذا الأمر أنْ يختلف عليّ فيه اثنان ٦ / ١٣٨.
وكان حيّاً إلى سنة الجحاف (٨١ هـ) وله إذ ذاك ٦٥ سنة ٥ / ١٥٢ ، وتوفى بالطائف
فصلّى عليه ابن عبّاس ٥ / ١٥٤.
[١] رؤوس الجبال ، ولا
يصحّ : شعب الجبال. انظر : مجمع البحرين.
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 84