فلما قرأ عليه كتاب يزيد استرجع وترحّم
عليه ، واستشاره الوليد في الأمر ، وقال : كيف ترى أنْ نصنع؟ قال : فإنّي أرى أنْ
تبعث السّاعة إلى هؤلاء النفر فتدعوهم إلى البيعة والدخول في الطاعة ، فإنْ فعلوا
قبلت منهم وكففت عنهم ، وإن أبوا قدّمتهم وضربت أعناقهم قبل أنْ يعلموا بموت
معاوية ؛ فإنّهم إنْ علموا بموت معاوية وثب كلّ امرئ منهم في جانب وأظهر الخلاف
والمنابذة ، ودعا النّاس إلى نفسه [٢].
[رسول البيعة]
فأرسل [الوليد] عبد الله بن عمرو بن
عثمان ـ وهو إذ ذاك غلام حدث [٣]
ـ إليهما يدعوهم فوجدهما في المسجد ، وهما جالسان فأتاهما في ساعة لمْ
[٦٢]هـ) ، وكان هو
الذي استغاث بيزيد فأغاثه بمسلم بن عقبة المرّي ٥ / ٤٨٢ ، فلمّا بلغ أهل المدينة
إقبال مسلم بن عقبة حاصروا بني أميّة ، وهم ألف رجل في دار مروان ، ثمّ أخرجوهم من
المدينة فترك أهله عند علي بن الحسين (عليه السّلام) (بينبع) فقبل إعالتهم
وحمايتهم. وكان (عليه السّلام) قد اعتزل المدينة إليها كراهيّة أنْ يشهد شيئاً من
أمورهم ٥ / ٤٨٥ ، ثمّ ولى المدينة عبيدة بن الزبير لأخيه عبد الله بن الزبير سنة
(٦٤ هـ) فأخرج منها بني أمية إلى الشام ، فبويع لمروان بها بالخلافة سنة (٦٤ هـ) ٥
/ ٥٣٠ ، ومات في رمضان سنة (٦٥ هـ).
[١] وتمام الخبر : وكان
الوليد يوم قدم المدينة قدمها مروان متكارهاً ، فلمّا رأى ذلك الوليد منه شتمه عند
جلسائه ، فبلغ ذلك مروان فجلس عنه وصرمه [أي : قاطعه] ، فلمْ يزل كذلك حتّى جاء
نعي معاوية إلى الوليد ، فلمّا عظم على الوليد هلاك معاوية وما أمر به من أخذ
هؤلاء الرهط بالبيعة ، فزع عند ذلك إلى مروان ودعاه ٥ / ٣٢٥.
[٢] ٥ / ٣٣٩. قال
هشام بن محمّد عن أبي مِخْنف ... ، ورواه الخوارزمي / ١٨١.
[٣] كان حيّاً إلى
سنة (٩١ هـ) ، حيث كان فيمَن استقبل الوليد بن عبد الملك بالمدينة من رجال
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 77