نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 252
فقال الحسين (عليه السّلام) : «ويلكم!
إنْ لمْ يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد ، فكونوا في أمر دنياكم أحراراً
ذوي أحساب ، امنعوا رحلي وأهلي من طغامكم وجهالكم».
فقال ابن ذي الجوشن : ذلك لك يابن فاطمة.
وأقدم عليه بالرجّالة فأخذ الحسين (عليه السّلام) يشدّ عليهم ، فينكشفون عنه [١].
قال عبد الله بن عمّار البارقي : [٢] شدّت عليه رجّالة ممّن عن يمينه وشماله
، فحمل على من عن يمينه حتّى ذعروا ، وعلى من عن شماله حتّى ذعروا ، فوالله ، ما
رأيت مكسوراً قط ـ وقد قُتل وُلده وأهل بيته وأصحابه ـ أربط جأشاً ولا أمضى جناناً
ولا أجرأ مقدماً منه ، والله ، ما رأيت قبله ولا بعده مثله ، إن كانت الرجّالة
لتنكشف من عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذئب.
وقد دنا عمر بن سعد من حسين (عليه
السّلام) إذ خرجت زينب ابنة فاطمة أخته ، فقالت : يا عمر بن سعد ، أيُقتل أبوعبد
الله ، وأنت تنظر إليه؟! [فـ] ـصرف بوجهه عنها [٣].
[و] كأنّي أنظر إلى دموع عمر ، وهي تسيل على خدّيه ولحيته [٤].
وهو (عليه السّلام) يشدّ على الخيل ، ويقول
:
«أعلى قتلي تحاثّون : أمَا والله ، لا
تقتلون بعدي عبداً من عباد الله أسخط
[١] قال أبومِخْنَف
في حديثه ٥ / ٤٥٠. ورواه أبو الفرج / ٧٩.
[٢] هوراوي خبر أمر
أمير المؤمنين (عليه السّلام) بعمل الجسر على الفرات ، حين مضيّه إلى صفّين سنة (٢٦
هـ) ٤ / ٥٦٥.