[٢] ثمّ لمْ يذكر
مقتل العبّاس بن علي (عليه السّلام) ، فننقله عن الإرشاد ، للشيخ المفيد (قده).
قال :
واشتدّ العطش بالحسين (عليه
السّلام) فركب المسنّاة يُريد الفرات ، وبين يديه العبّاس أخوه ، فاعترضه خيل ابن
سعد (لعنه الله!) وفيهم رجل من بني دارم ، فقال لهم : ويلكم! حولوا بينه وبين
الفرات ، ولا تمكّنوه من الماء.
فقال الحسين (عليه السّلام) :
«اللهمّ ، أظمئه!». فغضب الدارمي ورماه بسهم فأثبته في حنكه ، فانتزع الحسين (عليه
السّلام) السّهم وبسط يده تحت حنكه ، فامتلأت راحتاه من الدم فرمى به ، ثمّ قال (ع)
: «اللهمّ ، إنّي أشكو إليك ما يُفعل بابن بنت نبيّك».
ثمّ رجع إلى مكانه ، وقد اشتدّ
به العطش.
وأحاط القوم بالعبّاس
فاقتطعوه عنه ، فجعل يُقاتلهم وحده حتّى قُتل (رحمة الله عليه). وكان المتولّي
لقتله زيد بن ورقاء الحنفي (*) وحكيم بن الطفّيل السّنبسي ، بعد أنْ أُثخن بالجراح فلمْ يستطع حِراكاً.
الإرشاد / ٢٤٠ ، ط النّجف الأشرف.
(*) وذكره الطبري : زيد
بن رقاد الجني ٥ / ٤٦٨. وفي ٦ / ٦٤ : أنّه رجل من جنب ، وهو قاتل عبد الله بن مسلم
بن عقيل وسويد بن عمرو الخثعمي ، من أصحاب الحسين (عليه السّلام). وقد مضت ترجمته
في مقتل سويد.
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 245