وكان نافع بن هلال الجمليّ قد كتب اسمه
على أفواق نبله ، فجعل يرمي بها مسوّمة ، وهو يقول : أنا الجملي ، أنا على دين علي
(ع) ، فقتل اثنى عشر من أصحاب عمر بن سعد ، سوى مَن جُرح.
[وجُرح و] كُسرت عضداه فأخذه شمر بن ذي
الجوشن ، ومعه أصحاب له أسيراً يسوقون [ـه] حتّى أتى به عمر بن سعد ، والدماء تسيل
على لحيته.
فقال له عمر بن سعد : ويحك يا نافع! ما
حملك على ما صنعت بنفسك؟
قال : إنّ ربّي يعلم ما أردت ، والله ، لقد
قتلت منكم اثنى عشر سوى مَن جرحتُ ، وما ألوم نفسي على الجهد ، ولو بقيت لي عضد
وساعد ما أسرتموني.
فقال له شمر : أقتله أصلحك الله؟
قال : إنْ شئت فاقتله. فانتضى شمر سيفه.
فقال له نافع : أمَا والله ، أنْ لو كنت
من المسلمين ، لعظم عليك أنْ تلقى الله
[٢] هو الذي كان قد
بعث فرسه مع الطرمّاح بن عَدي إلى الإمام (عليه السّلام) في طريقه إلى الكوفة ٥ / ٤٠٥.
ولمّا اشتدّ العطش بالإمام (عليه السّلام) وأصحابه دعا أخاه العبّاس بن علي (عليه
السّلام) ، فبعثه في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً ، واستقدم أمامهم نافع بن هلال
ورحّب به عمرو بن الحجّاج ، وقال : اشرب هنيئاً. فقال : لا والله ، لا اشرب منه
قطرة وحسين (ع) عطشان ٥ / ٤١٢. ولمّا خرج علي بن قرظة أخو عمرو بن قرظة الأنصاري ،
فحمل على الحسين (عليه السّلام) اعترضه نافع بن هلال المرادي ، فطعنه فصرعه ٥ / ٤٣٤.
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 233