وقاتل قتالاً شديداً ، فحمل عليه رجل من
بني تميم ، يُقال له : بديل بن صُريم فطعنه ، فوقع فذهب ليقوم فضربه الحُصين بن
تميم [التميمي] على رأسه بالسّيف ، فوقع ونزل إليه التميمي فاحتزّ رأسه [٣] و [٤].
ولمّا قُتل حبيب بن مظاهر هدّ ذلك
حسيناً (ع) وقال : «احتسب نفسي وحماة أصحأبي».
[٣] حدّثني سليمان
بن أبي راشد عن حميد بن مسلم ٥ / ٤٣٨ ـ ٤٣٩.
[٤] فقال له الحُصين
: أبي لشريك في قتله. فقال الآخر : والله ، ما قتله غيري. فقال الحُصين : أعطنيه
أعلّقه في عنق فرسي كيْما يرى النّاس ويعلموا أنّي شركت في قتله. ثمّ خُذه أنت بعد
فامضِ به إلى عبيد الله بن زياد ، فلا حجّة لي فيما تعطاه على قتلك إيّاه. فأبى
عليه فأصلح قومه فيما بينهما على هذا ، فدفع إليه رأس حبيب بن مظاهر ، فجال به في
العسكر ـ قد علّقه في عنق فرسه ـ ، ثمّ دفعه بعد ذلك إليه. فلمّا رجعوا إلى الكوفة
أخذ الآخر رأس حبيب فعلّقه في لبان فرسه ، فأقبل به إلى ابن زياد في القصر.
فبصر به القاسم بن حبيب بن
مظاهر ، وهو يومئذٍ قد راهق فأقبل مع الفارس لا يُفارقه فارتاب به ، فقال : مالك
يا بني ، تتبعني؟ قال : إنّ هذا الرأس الذي معك رأس أبي ، أفتعطينيه حتّى أدفنه؟
قال : يا بني ، لا يرضى الأمير أنْ يُدفن ، وأنا أُريد أنْ يُثيبني الأمير على
قتله ثواباً حسناً. فقال له الغلام : لكنّ الله لا يُثيبك على ذلك إلاّ أسوأ
الثواب ، أمََا والله ، لقد قتلت خيراً منك ، وبكى.
ولمّا غزا مصعب بن الزبير
باجميرا ، دخل القاسم بن حبيب عسكر مصعب ، فوجد قاتل أبيه في فسطاط فدخل عليه نصف
النّهار وهو قائل ، فضربه بالسّيف حتّى برد ٥ / ٤٤٠.
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 231