وقاتلوهم حتّى انتصف النّهار أشدّ قتال
، و [هم] لا يقدرون على أنْ يأتوهم إلاّ من وجه واحد ، لاجتماع أبنيتهم وتقارب
بعضها من بعض.
فلمّا رأى ذلك عمر بن سعد أرسل رجالاً
يقوّضونها عن أيمانهم وعن شمائلهم ليُحيطوا بهم ، فأخذ الثلاثة والأربعة من أصحاب
الحسين (عليه السّلام) يتخلّلون البيوت فيشدّون على الرّجل ، وهو يقوّض فيقتلونه
ويرمونه ويعقرونه.
[فـ] ـعند ذلك أمر بها عمر بن سعد ، فقال
: أحرقوها بالنّار.
فقال حسين (عليه السّلام) : «دعوهم ، فليحرّقوها
؛ فإنّهم لو حرّقوها لمْ يستطيعوا أنْ يجوزوا إليكم منها». وكان كذلك. [فـ] ـأخذوا
لا يُقاتلونهم إلاّ من وجه واحد.
[الحملة الرابعة]
وحمل [فيمَن حمل] شمر بن ذي الجوشن حتّى
طعن فسطاط الحسين (عليه السّلام) برمحه ونادى : عليّ بالنّار حتّى أحرّق هذا البيت
على أهله.
فصاح النّساء وخرجنَ من الفسطاط.
وصاح به الحسين (عليه السّلام) : «يابن
ذي الجوشن ، أنت تدعو بالنّار لتحرّق بيتي على أهلي؟ حرّقك الله بالنّار» [٢].
[١] هزبر : كلمة
فارسيّة أصلها : هژبر ، بمعنى : أسد. ولا يُخفى أنْ الرجز يقول : أنا ابن الحرّ. والنّقل
عن الحرّ نفسه ، ولمْ يعقّبه أبو مِخْنَف ولا الكلبي ولا الطبري وغيره بشيء. ولعلّ
مَن قال بحضور ابن الحرّ وتوبته ، وقتله مع الحسين (عليه السّلام) ؛ أخذه من هنا.
ولعلّ الحرّ : اسم جدّه أو أحد أجداده ، أو قصد معناه. وكذلك ذكر الرجز المفيد ، ولمْ
يعقّبه بشيء / ٢٣٧.
[٢] ٥ / ٤٣٧. قال
أبو مِخْنَف ، حدّثنى نمير بن وعلة : أنّ أيّوب بن مشرّخ الخيواني كان يقول.
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 228