[قتله من أصحاب عمرو بن الحجّاج] عبد
الرحمن البجلي ومسلم بن عبد الله الضَبّابي ، فنادى أصحاب عمرو بن الحجّاج : قتلنا
مسلم بن عوسجة الأسدي. ثمّ انصرف عمرو بن الحجّاج وأصحابه وارتفعت الغبرة ، فإذا
هم به صريع.
فمشى إليه الحسين (عليه السّلام) فإذا
به رَمق ، فقال : (ع) «رحمك ربّك يا مسلم بن عوسجة : (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى
نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)[٢].
ودنا منه حبيب بن مظاهر ، فقال : عزّ
عليّ مصرعك يا مسلم ، أبشر بالجنّة.
فقال له مسلم قولاً ضعيفاً : بشّرك الله
بخير.
[١] جاء في هذا
الخبر : فصرع مسلم بن عوسجة الأسدي أوّل أصحاب الحسين (ع) ، بينما ذكر قبله مقتل :
بُرير وعمرو بن قرظة بالمبارزة ، ثمّ توقيف المبارزة وبدء الحملات ، فهو أوّل مَن
قُتل في الحملة الأولى. كان يُبايع لحسين (عليه السّلام) ومن طريقه دخل معقل على
مسلم بن عقيل ٥ / ٣٦٢ ، وعقد له مسلم بن عقيل على ربع مذحج وأسد ٥ / ٣٦٩. وهو الذي
قام بعد خطبة الإمام (عليه السّلام) ليلة عاشوراء ، فقال : أنحن نخلّي عنك ولما
نعذر إلى الله في أداء حقك؟ أمَا والله ، حتّى أكسر في صدورهم رمحي ، وأضربهم
بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ، ولا أفارقك ، ولو لمْ يكن معي سلاح اقتلهم به لقذفتهم
بالحجارة دونك حتّى أموت معك ٥ / ٤١٩.
وهو الذي استأذن
الإمام (عليه السّلام) ليرمي شمراً ، وقال : يابن رسول الله جُعلت فداك ، ألاَ
أرميه بسهم ؛ فإنّه من أعظم الجبّارين؟ فقال له الحسين (عليه السّلام) : «لا ترمه
؛ فإنّي أكره أنْ أبدأهم». ٥ / ٤٢٤.
ولا يُدرى كيف لحق
بالحسين (عليه السّلام) من الكوفة ، فلمْ يذكر التاريخ شيئاً عنه.