نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 213
فقال له شمر : إنّ الله قاتلك وصاحبك عن
ساعة.
قال : أفبالموت تخوّفني؟ فوالله ، للموت
معه أحبّ إليّ من الخلد معكم.
ثمّ أقبل على النّاس رافعا صوته فقال :
عباد الله ، لا يغرنّكم من دينكم هذا
الجلف الجافي وأشباهه ، فوالله ، لا تنال شفاعة محمّد (صلّى الله عليه [وآله]) قوماً
هرقوا دماء ذرّيّته وأهل بيته ، وقتلوا مَن نصرهم وذبّ عن حريمهم.
فناداه رجل ، فقال له : إنّ أبا عبد
الله يقول لك أقبل ، فلعمري ، لئن كان مؤمن آل فرعون[١] نصح لقومه وأبلغ في الدعاء ، لقد نصحت
لهؤلاء وأبلغت ، لو نفع النّصح والإبلاغ [٢].
[توبة الحرّ الرياحي]
[و] لمّا زحف عمر بن سعد ، قال له الحرّ
بن يزيد : أصلحك الله! مقاتل أنت هذا الرجل؟ قال : إي والله ، قتالاً أيسره أنْ
تسقط الرؤوس وتطيح الأيدي.
قال : أفما لكم في واحدة من الخصال التي
عُرضت عليكم رضاً؟
قال عمر بن سعد : أمَا والله ، لو كان
الأمر إليّ لفعلت ، ولكن أميرك قد أبى ذلك.
فأقبل [الحرّ] حتّى وقف من النّاس
موقفاً ، ومعه رجل من قومه ، يُقال له : قرّة بن قيس [٣]. فقال : يا قرة ، هل سَقيت فرسك اليوم؟
قال لا. قال إنّما
[١] شبّهه الإمام (عليه
السّلام) بمؤمن آل فرعون ؛ لأنّه كان عثمانياً قبلُ ، فكأنّه من قوم بني اُميّة.
[٢] فحدّثني علي بن
حنظلة بن أسعد الشبامي ، عن رجل من قومه شهد مقتل الحسين حين قُتل ، يُقال له : كثير
بن عبد الله الشعبي. قال : لمّا زحفنا قبل الحسين (ع) خرج إلينا زهير بن القين ٥ /
٤٢٦. وروى الخطبة اليعقوبي ٢ / ٢٣٠ ، ط النّجف.
[٣] مضت ترجمته في
أوّل نزول الإمام (عليه السّلام) بكربلاء ، وقد دعاه حبيب إلى نصرة الإمام
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 213