فلمّا سمع أخواته كلامه هذا صحن وبكين ،
وبكى بناته [و] ارتفعت أصواتهنّ ، فأرسل إليهنّ أخاه العبّاس بن علي وعليّاً ابنه
، وقال (ع) لهما : «سكّتاهنّ ، فلعمري ليكثرنّ بكاؤهنّ».
فلمّا سكتن ، حمد الله وأثنى عليه وذكر
الله بما هو أهله ، وصلّى على محمّد (صلّى الله عليه [وآله]) وعلى ملائكته
وأنبيائه. [قال الرأوي] : فوالله ، ما سمعت متكلماً قط قبله ، ولا بعده أبلغ في
منطق منه. ثمّ قال (ع) :
«أمّا بعد : فانسبوني فانظروا مَن أنا؟
ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها ، فانظروا هل يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ ألسّت
ابن بنت نبيّكم (صلّى الله عليه [وآله]) ، وابن وصيّه وابن عمّه ، وأوّل المؤمنين
بالله والمصدّق لرسوله بما جاء به من عند ربّه؟ أوليس حمزة سيّد الشهداء عمّ أبي؟
أوليس جعفر ، الشهيد الطيّار ذو الجناحين عمّي؟ ...