نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 195
وعرفت ما يقدم عليه
من عدوّه وحزبكم فرأيت أنْ انصره وأنْ أكون في حزبه ، وأنْ أجعل نفسي دون نفسه
حفظاً لما ضيّعتم من حقّ الله وحقّ رسوله (عليه السّلام).
وحين أتى العبّاس بن علي حسيناً (عليهما
السّلام) بما عرض عليه عمر بن سعد ، قال [له الحسين (عليه السّلام)] : «ارجع إليهم
، فإنْ استطعت أنْ تؤخّرهم إلى غدوة وتدفعهم عنّا العشّية ، لعلّنا نصلّي لربّنا
اللّيلة وندعوه نستغفره ، فهو يعلم أنّي كنت أحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه ، وكثرة
الدعاء والاستغفار». وإنّما أراد بذلك أنْ يردّهم عنه تلك العشيّة حتّى يأمر بأمره
ويُوصي أهله.
وأقبل العبّاس بن علي (عليه السّلام) يركض
[فرسه] حتّى انتهى إليهم ، فقال :
يا هؤلاء ، إنّ أبا عبد الله يسألكم أنْ
تنصرفوا هذه العشيّة حتّى ينظر في هذا الأمر ، فإنّ هذا أمر لمْ يجرِ بينكم وبينه
فيه منطق ، فإذا أصبحنا التقينا إنْ شاء الله ؛ فإمّا رضيناه فأتينا بالأمر الذي
تسألونه وتسومونه ، أو كرهنا فرددناه. وإنّما أراد بذلك أنْ يرّدّهم عنه تلك
العشيّة حتّى يأمر بأمره ويُوصي أهله.
[فـ] قال عمر بن سعد : يا شمر ما ترى؟
قال : ما ترى أنت ، أنت الأمير والرأي
رأيك.
قال : أردت أنْ لا أكون. ثمّ أقبل على
النّاس ، فقال : ماذا تَرون؟
فقال عمرو بن الحجّاج بن سلمة الزبيدي :
سبحان الله! والله ، لو كانوا من الدّيلم ثمّ سألوك هذه المنزلة لكان ينبغي لك أنْ
تجيبهم إليها.
وقال قيس بن الأشعث [١] : أجبهم إلى ما سألوك ، فلعمري
ليصبحنّك
[١] كان يوم عاشوراء
على ربع ربيعة وكندة ٥ / ٤٢٢ ، وهو الذي أخذ قطيفة الإمام الحسين (عليه السّلام) وكانت
من خزّ ، فكان يُلقّب بعد ذلك : قيس قطيفة ٥ / ٤٥٣. وكان مع شمر بن ذي
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 195