ثمّ إنّ عبيد الله بن زياد دعا شمر بن
ذي الجوشن ، فقال له : اخرج بهذا الكتاب إلى عمر بن سعد ، فليعرض على الحسين (ع) وأصحابه
النّزول على حكمي ، فإنْ فعلوا فليبعث بهم إليّ سلماً ، وإنْ هم أبوا فليُقاتلهم ،
فإنْ فعل فامسع له وأطع ، وإنْ هو أبى فقاتلهم فأنت أمير النّاس ، وثب عليه فاضرب
عنقه وابعث إليّ برأسه [٢]
[يعنّي : ابن سعد].
[و] لمّا قبض شمر بن ذي الجوشن الكتاب
قام هو وعبد الله بن أبي المحل بن حزام (الكلبي) ، فقال عبد الله :
أصلح الله الأمير! إنّ بني أختنا [اُمّ
البنين : العبّاس وعبد الله ، وجعفراً وعثمان] مع الحسين (عليه السّلام) فإنْ رأيت
أنْ تكتب لهم أماناً فعلت.
قال [ابن زياد] : نعم ، ونعمة عين!
فأمر كاتبه فكتب لهم أماناً ...
فبعث به عبد الله بن أبي المحل [بن حزام
الكلبي] مع مولى له ، يُقال له : كزُمان.
[قدوم شمر بالكتاب إلى ابن
سعد]
[و] أقبل شمر بن ذي الجوشن بكتاب عبيد
الله بن زياد إلى عمر بن سعد ، فلمّا قدم به عليه [و] قرأه ، قال له عمر : ويلك
مالك! لا قرّب الله دارك ، وقبّح الله ما قدمت به عليّ! والله ، لأظنّك أنت ثنيته
أنْ يقبل ما كتبت به إليه ، أفسدت علينا أمراً كنّا رجونا أنْ يصلح ، لا يستسلم
والله ، حسين (ع) إنّ نفساً أبية
[١] حدّثني أبو جناب
الكلبي ، قال ٥ / ٤١٥ ، والإرشاد / ٢٢٩ ، والخواص / ٢٤٨.
[٢] حدّثني سليمان
بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال ٥ / ٤١٤ ، والإرشاد / ٢٢٩.
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 189