[و] لمّا خرج الحسين (عليه السّلام) من
مكّة اعترضه رُسل عمرو بن سعيد بن العاص [٣]
عليهم يحيى بن سعيد [٤].
[١] قال أبو مِخْنف
: عن أبي سعيد عقيصا عن بعض أصحابه قال ٥ / ٣٨ ٥.
[٢] هذا هو خير جواب
موجز أجاب به الإمام (عليه السّلام) كلّ السّئلة المطروحة ، بأنّه مطلوب أينما كان
وليعتدنّ عليه ، فليخرج من مكّة لئلا يكون الكبش الذي ذكره له والده أمير المؤمنين
(عليه السّلام) ، ولذلك خرج منها هارباً بنفسه وأهله لئلا تُستحلّ به حرمتها. وإذا
خرج من مكّة فخيرٌ له أنْ يمضي في قضاء حجّة شيعته من أهل الكوفة إتماماً للحجّة
عليهم : لئلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ * ولا
يقول أحد : لوْ لا أَرْسَلْتَ إلينا رَسُولاً ًـ وأقمت لنا علماً هادياً ـ
فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ. وإنْ لمْ يذهب إلى الكوفة فإلى أين يتوجّه؟ وقد ضاقت عليه
الأرض بما رحبت!
[٣] لمّا ولي عمرو
بن سعيد المدينة دعا عبيد الله بن أبي رافع ، وكان يكتب لعلي بن أبي طالب (ع) ، فقال
: مَن مولاك؟ فقال : رسول الله (صلّى الله عليه وآله). وكان أبو رافع لأبي أحيحة
سعيد بن العاص الأكبر فورثه بنوه فأعتق ثلاثة منهم نصيبهم منه وقُتلوا يوم بدر
جميعاً ، ووهب خالد بن سعيد نصيبه منه لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) فأعتقه
رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فضربه مئة سوط ، وقال : مولى مَن أنت؟ قال مولى
رسول الله (ص). فضربه مئة سوط ، فلمْ يزل يفعل به ذلك كلّما سأله مولى مَن أنت؟
قال مولى رسول الله حتّى ضربه خمسمئة سوط ، ثمّ قال : مولى مَن أنت؟ قال : مولاكم.
فلمّا قُتل عبد الملك عمرو بن سعيد ، قال عبيد الله بن ابي رافع شعراً يشكر قاتله ٣
/ ١٧٠.
وهو الذي حارب ابن الزبير ٥ /
٣٤٣ ، وضرب بالمدينة كلّ من كان يهوي هوى ابن الزبير ، منهم محمّد بن عمار بن ياسر
، ضربهم الأربعين إلى الخمسين إلى السّتّين ٥ / ٣٤٤ ، واستبشر حين بلغه خبر قتل
الحسين (عليه السّلام). ولمّا سمع واعية نساء بني هاشم عليه ، قال : هذه واعية
بواعية ، عثمان بن عفّان. ثمّ سعد المنبر فأعلم الخبر ٥ / ٤٦٦ ، وأعلم يزيد أنّ
عمرو بن سعيد يترفق بابن الزبير ولا يتشدّد عليه ، فعزله لأوّل ذي الحجّة سنة (٦١
هـ) ٥ / ٤٧٧ ، فقدم على يزيد واعتذر إليه ٥ / ٤٧٩ وكان أبوه سعيد بن العاص والي
المدينة لمعاوية ٥ / ٢٤١.
[٤] أخو عمرو بن
سعيد ، نصره يوم قتله في قصر عبد الملك بالشام مع ألف ممّن تبعه من رجاله ومواليه
وعبيده ، فهُزموا وحبس ، ثمّ أُطلق فلحق بابن الزبير ٦ / ١٤٣ ـ ١٤٧ ، ثمّ ذهب إلى
الكوفة
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 153