responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي    جلد : 1  صفحه : 151

... مشفق ، ولكنّي أزمعت وأجمعت على المسير».

فقال له ابن عبّاس : فإنْ كنت سائراً ، فلا تسر بنسائك وصبيتك فوالله ، إنّي لخائف أنْ تُقتل ... [١].

[محادثة عمر بن عبد الرحمن المخزومي]

قال عمر بن عبد الرحمن بن الحرّث بن هشام المخزومي [٢] : لمّا تهيّأ الحسين (عليه السّلام) للمسير إلى العراق أتيته فدخلت عليه فحمدت الله وأثنيت عليه ، ثمّ قلت : أمّا بعد ، فإنّي أتيتك يابن عمّ لحجّة أريد ذكرها نصيحةً ، فإنْ كنت ترى أنّك تستنصحني ، وإلاّ كففت عمّا أريد أنْ أقول.

فقال [الحسين (عليه السّلام)] : «قل فوالله ، ما أظنّك بسيّء الرأي ولا هوٍ [٣] للقبيح من الأمر والفعل».

قال : أنّه قد بلغني أنّك تريد المسير إلى العراق ، وإنّي مشفق عليك من مسيرك ، أنّك تأتي بلداً فيه عمّاله وامرؤه ومعهم بيوت الأموال ، وإنّما النّاس عبيد لهذا الدرهم والدينار ، ولا آمن عليك أنْ يُقاتلك مَن وعدك نصره ، ومَن أنت أحبّ إليه ممّن يُقاتلك معه.

فقال الحسين (عليه السّلام) : «جزاك الله خيراً بابن عم ، فقد والله ، علمت أنّك مشيت بنصح وتكلّمت بعقل ، ومهما يقضِ من أمر يكن ، أخذت


[١] قال أبو مِخْنف : حدّثني الحرّث بن كعب الوالبي ، عن عقبة بن سمعان ٥ / ٣٨٣.

[٢] هو الذي ولاّه ابن الزبير الكوفة على عهد المختار سنة (٦٦ هـ) ، فبعث إليه المختار زائدة بن قدامة الثقفي في خمسمئة رجل ومعه سبعين ألف درهم ؛ ليردّ المختار بالدراهم وإلاّ فيُقاتله بالرجال ، فقبل الدراهم وذهب إلى البصرة ٦ / ٧١ ، وما يحدّث به من ثناء الإمام (عليه السّلام) له فإنّما هو بنقله ، وجدّه الحرّث بن هشام أخوتي جهل بن هشام عدوّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، وذكرناه في المقدمة.

[٣] هَوٍ ، أي : هاويا من الهوى ؛ أي : مريداً للقبيح.

نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست