نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 129
[موقف ابن زياد]
ولمّا طال على ابن زياد وأخذ لا يسمع
لأصحاب ابن عقيل صوتاً كما كان يسمعه قبل ذلك ، قال لأصحابه : أشرفوا ، فانظروا هل
تَرون منهم أحداً؟ فأشرفوا فلمْ يروا أحداً. قال : فانظروا لعلّهم تحت الظلال [١] قد كمنوا لكم ، ففزعوا بحابح المسجد [٢] وجعلوا يخفضون شعل النّار في أيديهم ، ثمّ
ينظرون هل في الظلال أحد. وكانت أحياناً تُضيء لهم وأحياناً لا تُضيء لهم كما
يُريدون ، فدلّوا القناديل وأنصاف الطّنان [٣]
تشدّ بالحبال ، ثمّ تجعل فيها النيران ثمّ تدلّى حتّى تنتهي إلى الأرض ، ففعلوا
ذلك في أقصى الظلال وأدناها وأوسطها ، حتّى فعلوا ذلك بالظلّة التي فيها المنبر ، فلمّا
لمْ يروا شيئاً أعلموا ابن زياد ، [فـ] ـأمر [كاتبه] عمرو بن نافع [٤] فنادى : ألاَ برءت الذمّة من رجل من : الشرطة
والعرفاء أو ، المناكب أو المقاتلة صلّى العتمة إلاّ في المسجد.
فلمْ يكن إلاّ ساعة حتّى امتلأ المسجد
من النّاس.
فقال [له] الحصين بن تميم [التميمي] ، وكان
على شرطته [٥]
: إنْ شئت
وكان ابنها مولى
لمحمّد بن الأشعث ، فلمّا علم به الغلام انطلق إلى محمّد فأخبره فانلطق محمّد إلى
عبيد الله فأخبره ، فبعث عبيد الله عمرو بن حريث المخزومي إليه ، وكان صاحب شرطه ،
ومعه عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث ، فلمْ يعلم مسلم حتّى أحيط بالدار» ٥ / ٣٥٠. ويأتي
قريباً ، أنّ صاحب شرطته كان الحصين بن تميم.