فقال له هانئ : وما ذاك أيّها الأمير؟
قال : إيه يا هانئ بن عروة ، ما هذه الأمور التي تربصّ في دورك لأمير المؤمنين
وعامّة المسلمين ، جئت بمسلم بن عقيل فأدخلته دارك وجمعت له السلاح والرجال في
الدور حولك ، وظننت أنّ ذلك يُخفى عليّ لك؟
قال : ما فعلت ، وما مسلم عندي.
قال : بلى ، قد فعلت.
قال : ما فعلت.
قال : بلى.
فلمّا كثر ذلك بينهما وأبى هانئ إلاّ
مجاحدته ومناكرته ، دعا ابن زياد معقلاً ـ ذلك العين ـ [٢] فجاء حتّى وقف بين يديه.
فقال : أتعرف هذا؟
قال : نعم. وعلم هانئ عند ذلك ، أنّه
كان عيناً عليهم وأنّه قد أتاه بأخبارهم. فقال له : اسمع منّي وصدّق مقالتي فوالله
، لا أكذّبك والله الذي لا إله غيره ، ما دعوته إلى منزلي ولا علمت بشيء من أمره
حتّى رأيته جالساً على بابي ، فسألني النزول عليّ فاستحييت من ردّه ، ودخلني من
ذلك ذمام
بأبي بردة بن أبي
موسى الأشعري سنة (٧٩ هـ) ، فأعفاه الحجّاج وولّى أبا بردة ٦ / ٣٢٤ ، فقضى نحواً
من ستّين سنة.
[١] لعمرو بن معد
يكرب الزبيدي. والحِباء ـ بكسر الحاء ـ من : الحبوة ، أي : العطاء. وفي الكامل ،
والإرشاد / ٢٠٨ : أريد حياته ، وهو تحريف.