نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 112
أمّا بعد ، فإنّ الرائد لا يكذب أهله ، وقد
بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً ، فعجّل الإقبال حين يأتيك كتابي ؛ فإنّ
النّاس كلّهم معك ، ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى. والسّلام.
ودعا ابن زياد مولى له ، يقال له : معقل
[٢]. فقال له : خذ
ثلاثة الآف درهم ، ثمّ اطلب مسلم بن عقيل واطلب لنا أصحابه ، ثمّ أعطهم هذه
الثلاثة الآف ، فقل لهم : استعينوا بها على حرب عدوّكم ، وأعلمهم أنّك منهم ، فانّك
لو أعطيتها إيّاكم طمأنّوا إليك ووثقوا بك ، ولمْ يكتموك شيئاً من أخبارهم ، ثمّ
اغد عليهم ورح.
فجاء [معقل] حتّى أتى إلى مسلم بن عوسجة
الأسدي [٣]
في المسجد الأعظم ، وهو يصلّي و [كان] سمع النّاس ، يقولون : إنّ هذا يبايع للحسين
(عليه السّلام). فجاء حتّى فرغ من صلاته ، ثمّ قال : يا عبد الله ، إنّي امرؤ من
أهل الشام مولى لذي الكلاع ، أنعم الله عليّ بحبّ أهل هذا البيت وحبّ مَن أحبّهم ،
فهذه ثلاثة الآف درهم أردت بها لقاء رجل منهم بلغني أنّه قدم الكوفة
[١] قال أبو مِخْنف
: وحدّثني محمّد بن قيس ٥ / ٣٩٥.
[٢] وروى الطبري : عن
عيسى بن يزيد الكناني : أنّ مسلم بن عقيل قدم قبل ابن زياد بليلة واخبر ابن زياد
بذلك وأنّه بناحية الكوفة ، فدعا مولى لبني تميم فأعطاه مالاً ، وقال : انتحل هذا
الأمر وأعنهم بالمال ، واقصد لهانئ ومسلم وأنزله عليه ٥ / ٣٦٠.
[٣] قال شبث بن ربعي
لبعض مَن حوله من أصحابه : إذ تنادوا بقتل مسلم بن عوسجة ثكلتكم اُمّهاتكم ، إنّما
تقتلون أنفسكم بأيديكم وتذللون أنفسكم لغيركم ، تفرحون أنْ يقتل مثل مسلم بن عوسجة!
أمَا والذي أسلمت له ، لربّ موقف له قد رأيته في المسلمين كريم ، لقد رأيته يوم
سلق آذربايجان قتل ستة من المشركين قبل تتامّ خيول المسلمين ، أفيُقتل منكم مثله
وتفرحون؟! ٥ / ٤٣٦.
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 112