نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 110
[خطبة ابن زياد عند دخوله
الكوفة]
[و] لمّا نزل القصر [وأصبح] ، نودي : الصلاة
جامعة ، فاجتمع النّاس فخرج فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال :
أمّا بعد ، فإنّ أمير المؤمنين ـ أصلحه
الله ـ ولاّني مصركم وثغركم ، وأمرني بإنصاف مظلومكم وإعطاء محرومكم ، وبالإحسان
إلى سامعكم ومطيعكم ، وبالشدّة على مريبكم وعاصيكم ، وأنا متّبع فيكم أمره ومنفذ
فيكم عهده ، فأنا لمحسنكم ومطيعكم كلوالد البرّ ، وسوطي وسيفي على مَن ترك أمري
وخالف عهدي ، فليبقَ امرؤ على نفسه ، الصدق ينبئ عنك لا الوعيد.
ثمّ نزل فأخذ العرفاء والناس أخذاً
شديداً ، فقال : اكتبوا إليّ الغرباء ومَن فيكم من طلبة أمير المؤمنين ومَن فيكم
من الحروريّة [١]
وأهل الريب الذين رأيهم الخلاف والشقاق ، فمَن كتبهم لنا فبرئ ، ومَن لمْ يكتب لنا
أحداً فيضمن لنا ما في عرافته ألاّ يخالفنا منهم مخالف ، ولا يبغي علينا منهم باغ
، فمَن لمْ يفعل برءت منه الذمّة وحلال لنا ماله وسفك دمه. وأيّما عرّيف وجد في
عرافته من بغية أمير المؤمنين أحد لمْ يرفعه إلينا صلب على باب داره ، وأُلقيت تلك
العرّافة من العطاء وسيّر إلى موضع بعمان الزارة [٢] ، [٣].
[١] أي : الخوارج ، نسبته
إلى حروراء من نواحي الكوفة أوّل موضع اجتمع به الخوارج في منصرفهم من صفّين قبل
وصولهم إلى الكوفة. والعرّافة : كانت من وظائف الدولة لمعرفة الرعيّة وتنظيم
عطائهم من بيت المال ، وقد كان بالكوفة : (مئة عرّيف). وكان العطاء يدفع إلى امرء
أرباع الكوفة الأربعة ، فيدفعونه إلى : العرفاء والنقباء وإلاّمناء فيدفعونه إلى
أهله في دورهم ٤ / ٤٩ ، وكان يؤمر لهم بعطائهم في المحرم من كلّ سنة ، وبفيئهم عند
طلوع الشعرى في كلّ سنة ؛ وذلك إدراك الغلاّت ٤ / ٤٣ ، وكانت العرّافة حتّى على
عهد النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ٣ / ٤٤٨.
[٢] عمان الزّارة ، هي
: عمان المعروفة على ساحل الخليج قرب بحر عمان ، وهي حارّة شديدة الحرارة ؛ ولذلك
يُوعد ابن زياد بتبعيد المخالفين إليها لشدّة العيش به.
[٣] والخبر ٥ / ٣٥٨.
قال ابو مِخْنف : حدثني المعلّى بن كليب ، عن أبي ودّاك ، قال ... الإرشاد / ٢٠٢ ،
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 110