نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 108
[خطبة ابن زياد بالبصرة]
فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أمّا
بعد ، فوالله ، ما تقرن بي الصعبة [١]
ولا يقعقع [٢]
لي ، وإنّي لنكل [٣]
لمَن عاداني ، وسمّ لمَن حاربني : أنصف القارّة مَن راماها [٤].
يا أهل البصرة ، إنّ أمير المؤمنين
ولاّني الكوفة ، وأنا غاد إليها الغداة وقد استخلفت عليكم عثمان بن زياد بن أبي
سفيان ، وإيّاكم والخلاف والإرجاف ، فوالذي لا إله غيره ، لئن بلغني عن رجل منكم
خلاف لأقتلنّه وعريفه ووليّه ، ولآخذنّ الأدنى بالأقصى حتّى تستمعوا لي ، ولا يكون
فيكم مخالف ولا مشاق.
أنا ابن زياد أشبهه من بين مَن وطأ
الحصى ، ولمْ ينتزعني شبه خال ولا ابن عمّ [٥].
[١] الصعبة : الناقة
صعبة القياد. كأنّه يقول : أنا راكب البصرة وقائدها ، فلا أجعلها تكون لي صعبة
القياد.
[٢] القعقعة : الصوت.
كأنّه يقول : لا أدع النّاس يتكلمون ببغضي وكراهتي.
[٤] كذا في الطبري ،
وهو رجز لرجل : من قبيلة تدعى القارّة. وكانوا حذّقاً في الرماية في الجاهلية ، فالتقى
رجل منهم بآخر من غيرهم ، فقال له القارّي : إنْ شئت صارعتك ، وإنْ شئت سابقتك ، وإن
شئت راميتك؟ فقال الآخر : قد اخترت المراماة. فقال الرجل القاري :
قد أنصف القارة من
راماها
إنّا إذا ما فئة نلقاها
نردّ أولاها على
أخراها
ثمّ رماه بسهم فشكّ به فؤاده
، فلعلّ ابن زياد قال : قد أنصفت القارّة مَن راماها ، يُشير إلى أنّ من اختار
المراماة معنا ـ بني أميّة ـ كان كمَن اختار المراماة مع الرجل القارّي ؛ فانّ بني
أميّة حذّاق في المراماة كما كانت قبيلة القارّة حذّقاً فيها.
[٥] يريد : أنّه
يُشبه أباه في نكله ونقمته وشدّة وطأته وبطشه ، ولا يُشبه خاله العجم ، ولا ابن
عمّه
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 108