responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 99

كلّ صفة حميدة سوى اللواء والخيل ، ولا زيد ابن الامام موسى بن جعفر (ع) لم يتّصف بشيءٍ حسن ، أو قبيح إلا حرقه دور بني العبّاس بالبصرة ، ولا أنّ أولاد ابن أبي معيط لم يحصلوا على نعت من نعوت الإنسانيّة إلا النّار ، التي أضافها لهم رسول الله (ص) يوم أمر بقتل عقبة بن أبي معيط ، وكان كافراً ، فقال : ي محمّد ، مَن للصبية؟. قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) : «لهم النّار».

ولا أنّ جعدة بنت الأشعث لم تتصف بالرذائل إلا السمّ ، الذي ناولته أب محمّد الحسن السّبط (ع) ، ولكن لمّا كانت هذه الآثار هي الظاهرة بين النّاس ؛ قيل لمضر : (الحمراء) ، ولربيعة (الخيل) ، ولزيد (النّار) ، ولجعدة (مُسمّة الأزواج).

فقول الحسين (ع) : «أنا قتيل العبرة» ، وقول الصادق (ع) : «بأبي قتيل العبرة» من هذا القبيل ، وهو ما ذكرناه من تأكّد الصلة بين ذكر مقتله ، وبين استدرار الدموع.

التباكي

لقد راق أئمّة الهدى (عليهم السّلام) أنْ تبقى تلك الذكريات الخالدة مدى الدهر ، تتحدّث بها الأجيال المتعاقبة ؛ علماً منهم ببقاء الدِّين غضّاً طرياً ، ما دامت الاُمّة تتذاكر تلك الفاجعة العظمى. ولم يقتصروا على لازمها ، وهو البكاء حتّى رغّبوا إلى التباكي ، وهو : التشبيه بالباكي من دون أن يخرج منه دمع. فيقول الإمام الصادق : «من تباكى ، فله الجنة» [١].

ومعلوم أنّ التباكي إنّما يتصوّر فيمن تتعسّر عليه الدمعة ، لكنّه لم يفقد التأثّر لأجل المصاب ، كما يشاهد في كثير من النّاس. فالتأثّر النّفساني بتصوّر ما ورد على المحبوب من آلام وفوادح ، يستلزم قهراً النفرة عمّن أورد ذلك العدوان.

وفي الحديث عن النّبي (ص) ، أنه قرأ آخر الزمر : (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إلى جَهَنَّمَ زُمَرًا) على جماعة من الأنصار ، فبكوا إلا شاباً منهم ، قال : لم تقطر من عيني قطرة ، وإنّي تباكيت. قال (ص) : «مَن تباكى ، فله الجنة» [٢].


[١] أمالي الصدوق ص ٨٦ ، المجلس التاسع والعشرون.

[٢] كنز العمال ١ ص ١٤٧.

نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست