والتفت يزيد إلى السّجاد (ع) وقال : كيف
رأيت صنع الله يا علي بأبيك الحسين؟ قال : «رأيت ما قضاه الله عزّ وجلّ قبل أن
يخلق السّموات والأرض». وشاور يزيد من كان حاضراً عنده في أمره ، فأشاروا عليه
بقتله. فقال زين العابدين (ع) : «يا يزيد ، لقد أشار عليك هؤلاء بخلاف ما أشار به
جلساء فرعون عليه حين شاورهم في موسى وهارون فإنّهم قالوا له : (أَرْجِهِ
وَأَخَاهُ) ولا يقتل الأدعياء أولاد الأنبياء وأبناءهم». فأمسك يزيد مطرقاً [٢].
وممّا دار بينهما من الكلام أنْ قال
يزيد لعلي بن الحسين (ع) : (وَمَا أَصَابَكُمْ
مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) ، قال علي بن الحسين (ع) : «ما هذه
فينا نزلت ، إنّما نزل فينا (مَا أَصَابَ مِنْ
مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ
أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى
مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ)[٣]
فنحن لا