responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 351

أهاب بها شمر الخنا بقساوة

وآملها في سوطه نقمة زجر

وليس لديها كافل غير مدنف

أضرَّت به البلوى وقد مسَّه الضر

عليل يعاني القيد والغلَّ في السرى

ويبدو على سيمائه الذلّ والاسر

سروا فيه مغلول اليدين مقيَّدا

إلى بطن حرف لم يوطَّأ لها ظهر

وقد أكل اللحم الحديد بجيده

واثّر حتّى فاض في دمه النحر

يلاحظ أطفالاً تصيح ونسوة

تعجُّ واكباداً يطير بها الذعر

ورأس أبيه وهو سبط محمد

أمامَ السبايا تستطيل به السمر

وقد أدخلوه الشام لا مرحباً به

وأفراحه تطغى بعيدٍ هو النصر

الى مجلس فيه ابن هند بنصره

قرير ومروان يطير به البشر

ورأس أبيه السّبط في طست عسجد

أمام دعيًّ غرَّه الزهو والكبر

وقد كان يخفي الكفر لكن بذكره

لا شياخه في بدر قد ظهر الكفر [١]

يزيد مع السجاد

والتفت يزيد إلى السّجاد (ع) وقال : كيف رأيت صنع الله يا علي بأبيك الحسين؟ قال : «رأيت ما قضاه الله عزّ وجلّ قبل أن يخلق السّموات والأرض». وشاور يزيد من كان حاضراً عنده في أمره ، فأشاروا عليه بقتله. فقال زين العابدين (ع) : «يا يزيد ، لقد أشار عليك هؤلاء بخلاف ما أشار به جلساء فرعون عليه حين شاورهم في موسى وهارون فإنّهم قالوا له : (أَرْجِهِ وَأَخَاهُ) ولا يقتل الأدعياء أولاد الأنبياء وأبناءهم». فأمسك يزيد مطرقاً [٢].

وممّا دار بينهما من الكلام أنْ قال يزيد لعلي بن الحسين (ع) : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) ، قال علي بن الحسين (ع) : «ما هذه فينا نزلت ، إنّما نزل فينا (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) [٣] فنحن لا


[١] من قصيدة للعلامة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي.

[٢] اثبات الوصية صفحة ١٤٣ ط نجف.

[٣] العقد الفريد ٢ ص ٣١٣ ، وتاريخ الطبري ٦ ص ٢٦٧.

نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست