ذكر أهل التاريخ أنّ سيّد الشهداء (ع) أفرد
خيمة في حومة الميدان [٢]
، وكان يأمر بحمل مَن قُتل من صحبه وأهل بيته إليها ، وكلّما يؤتى بشهيد يقول (عليه
السّلام) : «قتلة مثل قتلة النبيّين وآل النبيّين» [٣].
إلاّ أخاه أبا الفضل العبّاس (عليه
السّلام) تركه في محلّ سقوطه قريباًً من شطّ الفرات [٤].
ولمّا ارتحل عمر بن سعد بحرم الرسالة
إلى الكوفة ترك اُولئك الذين وصفهم أمير المؤمنين (ع) بأنّهم سادة الشهداء في
الدنيا والآخرة ، لَم يسبقهم سابق ولا يلحقهم لاحق [٥]
على وجه الصعيد تصهرهم الشمس ويزورهم وحش الفلا.
قد غيّر الطّعن منهم كل جارحة
إلا المكارم في أمنٍ من الغير
وبينهم سيّد شباب أهل الجنّة بحالة
تفطّر الصخر الأصم ، غير أنّ الأنوار الإلهيّة تسطع من جوانبه ، والأرواح العطرة
تفوح من نواحيه.