responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 308

أو سمعتم بغريب

او شهيد فاندبوني [١]

ولَم يستطع أحد أن ينحيها عنه حتّى اجتمع عليها عدّة وجروها بالقهر [٢].

ومذعورة باليتم قد ربع قلبها

كطير عليه الصقر قد هجم الوكرا

أهابت بها من هجمة الخيل صرخة

على ثكلها باليتم فاضطربت ذعرا

وفرَّت إلى الثاوي على جمرة الثرى

وقد أرسلت من جفنها فوقه نهرا

وأهوت على جسم الحسين فضمّها

إلى صدره ما بين يمناه واليسرى

تلوذ به حسرى القناع مروعة

وعزّ عليه أن يشاهدها حسرى

فما تركتها تستجير سياطهم

بجسم أبيها حينما انتزعت قسرى [٣]

وأمّا علي بن الحسين (ع) فإنّه لمّا نظر إلى أهله مجزّرين ، وبينهم مهجة الزهراء (عليها السّلام) بحالة تنفطر لها السّماوات وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدّا ، عظم ذلك عليه واشتدّ قلقه فلمّا تبيّنت ذلك منه زينب الكبرى بن علي (ع) [٤] أهمّها أمر الإمام فأخذت تسلّيه وتصبّره وهو الذي لا توازن الجبال بصبره ، وفيما قالت له :

ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدّي وأبي وإخوتي ، فوالله إنّ هذا لعهد من الله إلى جدّك وأبيك ، ولقد أخذ الله ميثاق اُناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض ، وهم معروفون في أهل السّماوات ، إنّهم يجمعون هذه الأعضاء المقطّعة والجسوم المضرّجة ، فيوارونها وينصبون بهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيّد الشهداء لا يُدرس أثره ولا يُمحى رسمه على كرور الليالي والأيّام ، وليجتهدنّ أئمّة الكفر وأشياع الضلال في محوه وتطميسه ، فلا يزداد أثره إلاّ علوّاً [٥].

لله صبر زينب العقيلة

كم صابرت مصائباً مهولة


[١] مصباح الكفعمي ص ٣٧٦ ، طبعة الهند.

[٢] تظلّم الزهراء (عليها السّلام) ص ١٣٥.

[٣] من قصيدة للعلامة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي.

[٤] زينب الملقبة الكبرى ، هي ابنة فاطمة الزهراء (ع) ، وقد وصفها بذلك الطبري في تاريخه ٦ ص ٨٩ ، وابن الأثير في الكامل ٣ ص ١٥٨. وفي المعارف لابن قتيبة : فأمّا زينب الكبرى بنت فاطمة كانت عند عبد الله بن جعفر ، فولدت له أولاد.

[٥] كامل الزيارات ص ٢٦١ الباب الثامن والثمانون ، فضل كربلاء وزيارة الحسين (ع).

نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست