responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 307

مقطّعي الأوصال ، قد طعمتهم سمر الرماح ، ونهلت من دمائهم بيض الصفاح ، وطحنتهم الخيل بسنابكها ، صِحن ولطمن الوجوه [١] وصاحت زينب : يا محمّداه! هذا حسين بالعراء ، مرمّل بالدماء ، مقطّع الأعضاء ، وبناتك سبايا ، وذريّتك مقتّلة. فأبكت كلّ عدو وصديق [٢] حتّى جرت دموع الخيل على حوافرها [٣].

ثمّ بسطت يدَيها تحت بدنه المقدّس ورفعته نحو السّماء ، وقالت : إلهي تقبّل منّا هذا القربان [٤]. وهذا الموقف يدلّنا على تبوّئها عرش الجلالة ، وقد اُخذ عليها العهد والميثاق بتلك النّهضة المقدّسة كأخيها الحسين (ع) وإنْ كان التفاوت بينهما محفوظاً ، فلمّا خرج الحسين (ع) عن العهدة بإزهاق نفسه القدسيّة ، نهضت العقيلة زينب بما وجب عليها ، ومنه تقديم الذبيح إلى ساحة الجلال الربوي والتعريف به ، ثمّ طفقت (سلام الله عليها) ببقيّة الشؤون ، ولا استبعاد في ذلك بعد وحدة النّور وتفرّد العنصر.

وتشاطرت هي والحسين بدعوة

حتم القضاء عليهما أنْ يندبا

هذا بمشتبك النصول وهذه

في حيث معترك المكاره في السّبا [٥]

واعتنقت سكينة [٦] جسد أبيها الحسين (ع) فكانت تحدّث أنّها سمعته يقول :

شيعتي ما أنْ شربتم

عَذْبَ ماء فاذكروني


[١] مثير الأحزان لابن نما ص ٤١ ، واللهوف لابن طاووس ص ٧٤ ، والمقتل للخوارزمي ٢ ص ٣٩ ، والمقتل للطريحي ص ٣٣٢.

[٢] الخطط المقريزيّة ٢ ص ٢٨٠.

وفي مقتل الخوارزمي واللهوف : كانت الندبة أوسع.

[٣] مقتل الخوارزمي ٢ ص ٣٩ ، والمنتخب للطريحي ص ٣٣٢.

[٤] الكبريت الأحمر ٣ ص ١٣ ، عن الطراز المذهّب.

[٥] للعلامة ميرز محمّد علي الاوردبادي (نوّر الله ضريحه).

[٦] في تهذيب الأسماء للنووي ١ ص ١٦٣ ، والكواكب الدرّية للمناوي ١ ص ٥٨ ، ونور الأبصار للشبلنجي ص ١٦٠ ، ووفيات الأعيان لابن خلّكان بترجمتها : توفّيت سكينة بنت الحسين (ع) يوم الخميس لخمس خلون من ربيع الأول سنة (١١٧ هـ). وفي المجدي لابن الحسن العمري في النّسب ، وإعلام الورى للطبرسي ص ١٢٧ ، عند ذكر أولاد الحسن (ع) ، والأغاني ١٢ ص ١٦٣ : إنّها تزوّجت من ابن عمّها عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب قُتل عنها يوم الطف ، ولم تلد منه. انتهى. وفي إعلام الورى : قُتل عنها قبل البناء بها ، ولها يوم الطفّ أكثر من عشر سنين ، وولادتها قبل وفاة عمّها الحسن (ع) وعمرها يقارب السّبع سنين ، وكلمة سيّد الشهداء (ع) في حقّها : «أنّ الغالب على سكينة الاستغراق مع الله». على ما رواه الصبان في اسعاف الرغبين يفيدنا درساً دقيقاً عن مكانة ابنته من الشريعة المقدسة ـ لاحظ كتابنا السيدة سكينة ـ الطبعة الثانية.

نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست