المجتبى (ع) زيد
وعمرو والحسن المثنّى ، فإنّه أُخذ أسيراً بعد أنْ قَتل سبعة عشر رجلاً ، وأصابته
ثمان عشرة جراحة وقُطعت يده اليمنى ، فانتزعه أسماء بن خارجة الفزاري ؛ لأنّ اُمّ
المثنّى فزاريّة ، فتركه ابن سعد له [١].
وكان معهم عقبة بن سمعان مولى الرباب زوجة الحسين (ع) ، ولمّا أخبر ابن زياد بأنّه
مولى للرباب خلّى سبيله ، وأخبر ابن زياد بأنّ المرقع بن ثمامة الأسدي نثر نبله
وقاتل ، فآمنه قومه وأخذوه فأمر بنفيه إلى الزارة [٢].
فقلن النّسوة : بالله عليكم إلاّ ما
مررتم بنا على القتلى. ولمّا نظرن إليهم
[١] البحار الجزء
العاشر ، عند ذكر أولاد الحسن (ع) ، وإسعاف الراغبين ص ٢٨ ، على هامش نور الأبصار.
وفي اللهوف ص ٨ : عالجه
بالكوفة ، فلمّا برأ حمله إلى المدينة.
[٢] تاريخ الطبري ٦ ص
٢٦١ ، وكامل ابن الاثير ٤ ص ٣٣. والزارة ، كما في معجم البلدان ٤ ص ٣٦٧ : قرية
بالبحرين ، واُخرى في طرابلس الغرب ، وكورة بالصعيد. وفي المعجم ممّا استعجم
للبكري ٢ ص ٦٩٢ : إنّها موضع بناحية البحرين جرت فيها حروب للنعمان بن المنذر
المعروف بـ (الغرور) مع الأساورة ، ومدينة بفارس فيها بارز البراء بن مالك
مرزبانها فصرعه وقطع يده وأخذ منطقته وسواريه ، وكان قيمته ثلاثين ألفاً ، فأخذ
خُمسه عمر ، وهو أول سلب اُخذ خمسه في الإسلام. وفي كامل ابن الاثير ٤ ص ١٠ : إنّ
ابن زياد هدّد أهل الكوفة بالنّفي إلى عمان الزارة. وفيه ٨ ص ٨٦ حوادث سنة (٣٢١ هـ)
: إنّ علي بن يليق أمر بلعن معاوية وابنه يزيد على المنابر ببغداد ، فاضطربت
العامّة ، وكان يثير الفتن البربهاري من الحنابلة ، فهرب منه وقبض على جماعته
فأحدرهم في زورق إلى عمان. انتهى.
فيظهر من ذلك أنّ الزارة موضع في عمان. وفي
الأخبار الطوال / ٢٥٦ ، سيّر ابن زياد المرقع بن ثمامة الأسدي إلى الزبدة ، فلم
يزل بها حتّى هلك يزيد وهرب ابن زياد إلى الشام ، فانصرف المرقع إلى الكوفة. وفي
نشوار المحاضرة ٨ / ٩ : إنّ أبا محمّد المهلّبي أحدر محمّد بن الحسن بن عبد العزيز
الهاشمي إلى عمان في زورق طبقه عليه ؛ لأمر نقمه عليه.