«صبراً على قضائك يا ربّ ، لا إله سواك
يا غياث المستغيثين [١]
، مالي ربّ سواك ولا معبود غيرك ، صبراً على حكمك ، يا غياث مَن لا غياث له يا
دائماً لا نفاد له ، يا محيي الموتى ، يا قائماً على كلّ نفس بما كسبت ، احكم بيني
وبينهم وأنت خير الحاكمين» [٢].
وأقبل الفرس يدور حوله ويلطّخ ناصيته
بدمه [٤] فصاح ابن سعد : دونكم
الفرس ؛ فإنّه من جياد خيل رسول الله (ص). فأحاطت به الخيل ، فجعل يرمح برجلَيه
حتّى قتل أربعين رجلاً وعشرة أفراس. فقال ابن سعد : دعوه لننظر ما يصنع. فلمّا أمِن
الطلب أقبل نحو الحسين (ع) يمرّغ ناصيته بدمه ويشمّه ويصهل صهيلاً عالياً [٥]
، قال أبو جعفر الباقر (ع) : «كان يقول : الظليمة ، الظليمة ، من اُمّة قتلتْ ابن
بنت نبيّها». وتوجّه نحو المخيّم بذلك الصهيل [٦]
، فلمّا نظرن النّساء إلى الجواد مخزياً والسّرج عليه ملويّا خرجن من الخدور
ناشرات الشعور ، على الخدود لاطمات وللوجوه سافرات ، وبالعويل داعيات ، وبعد العزّ
مذللات ، وإلى مصرع الحسين (ع) مبادرات [٧].