البرنس دما فقال
الحسين (ع) : «لا أكلت بيمينك ولا شربت ، وحشرك الله مع الظالمين». ثمّ ألقى
البرنس واعتمّ على القلنسوة [١].
محمّد بن أبي سعيد
قال هاني بن ثبيت الحضرمي : إنّي لَواقف
عاشر عشرة لمّا صُرع الحسين ، إذ نظرت إلى غلام من آل الحسين عليه إزار وقميص وفي
اُذنيه درّتان ، وبيده عمود من تلك الأبنية ، وهو مذعور يتلفّت يميناً وشمالاً ، فأقبل
رجل يركض حتّى إذا دنا منه مال عن فرسه وعلاه بالسّيف فقتله ، فلمّا عيب عليه ، كنّى
عن نفسه [٢].
وذلك الغلام هو محمّد بن أبي سعيد بن
عقيل بن أبي طالب [٣]
وكانت اُمّه تنظر إليه وهي مدهوشة [٤].
عبد الله بن الحسن
ثمّ إنّهم لبثوا هُنيئة وعادوا إلى
الحسين (ع) وأحاطوا به ، وهو جالس على الأرض لا يستطيع النّهوض فنظر عبد الله بن
الحسن السّبط (ع) ـ وله إحدى عشرة سنة ـ إلى عمّه وقد أحدق به القوم ، فأقبل يشتدّ
نحو عمّه ، وأرادت زينب حبسه فأفلت منها وجاء إلى عمّه ، وأهوى بحر بن كعب بالسّيف
ليضرب الحسين (ع) فصاح الغلام : يابن الخبيثة أتضرب عمّي؟ فضربه واتّقاها الغلام بيده
فأطنّها إلى الجلد ، فإذا هي معلّقة فصاح الغلام : يا عمّاه! ووقع في حجر الحسين (ع)
فضمّه إليه وقال : «يابن أخي اصبر على ما نزل بك ، واحتسب في ذلك الخير ، فإنّ
الله تعالى يلحقك بآبائك الصالحين». ورفع يدَيه قائلاً : «اللهم ان متعتهم إلى حين
ففرقهم
[١] كامل ابن الأثير
٤ ص ٣١ ، ومقتل الخوارزمي ٢ ص ٣٥.
[٣] مقاتل أبي الفرج ص
٣٧ ، وتاريخ الطبري ٦ ص ٢٥٨ ، والبداية لابن كثير ٨ ص ١٨٦ ، ومن الغريب ما في
المحبر لابن حبيب ص ٥٦ ، ونسب قريش لمصعب الزبيري ص ٤٦ : انّ فاطمة بنت علي بن أبي
طالب (ع) كانت عند محمّد بن أبي سعيد بن عقيل ، وزاد في نسب قريش أنّها ولدت له حميدة
(بالتصغير).