responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 267

شهادة العبّاس (ع)

ولَم يستطع العبّاس صبراً على البقاء بعد أنْ فُني صحبُه وأهلُ بيته ، ويرى حُجّة الوقت مكثوراً قد انقطع عنه المدد ، وملأ مسامعه عويل النّساء وصراخ الأطفال من العطش ، فطلب من أخيه الرخصة ، ولمّا كان العبّاس (ع) أنفس الذخائر عند السّبط الشهيد (ع) ؛ لأنّ الأعداء تحذر صولته وترهب إقدامه ، والحرم مطمئنّة بوجوده مهما تنظر اللواء مرفوعاً ، فلَم تسمح نفس أبي الضيم القدسيّة بمفارقته فقال له : «يا أخي أنت صاحب لوائي» [١].

قال العبّاس : قد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين واُريد أنْ آخذ ثأري منهم ، فأمره الحسين (ع) أنْ يطلب الماء للأطفال ، فذهب العبّاس إلى القوم ووعظهم وحذّرهم غضب الجبّار ، فلَم ينفع. فنادى بصوت عالٍ : يا عمر بن سعد ، هذا الحسين ابن بنت رسول الله قد قتلتم أصحابه وأهل بيته ، وهؤلاء عياله وأولاده عطاشى ، فاسقوهم من الماء قد أحرق الظما قلوبهم ، وهو مع ذلك يقول : دعوني أذهب إلى الروم أو الهند واُخلي لكم الحجاز والعراق. فأثّر كلامه في نفوس القوم حتّى بكى بعضهم ، ولكنّ الشمر صاح بأعلى صوته : يابن أبي تراب ، لو كان وجه الأرض كلّه ماء وهو تحت أيدينا ، لَما سقيناكم منه قطرة ، إلاّ أنْ تدخلوا في بيعة يزيد.

فرجع إلى أخيه يخبره ، فسمع الأطفال يتصارخون من العطش [٢] فلَم تتطامن نفسه على هذا الحال ، وثارت به الحميّة الهاشميّة :

يوم أبو الفضل تدعو الظاميات به

والماء تحت شبا الهنديّة الخذم

والخيل تصطكُّ والزغف الدلاص على

فرسانها قد غدت ناراً على علم

وأقبل الليث لا يلويه خوف ردى

بادي البشاشة كالمدعوّ للنعم

يبدو فيغدو صميم الجمع منقسماً

نصفَين ما بين مطروح ومنهزم [٣]


[١] البحار ١٠ ص ٢٥١ ، ومقاتل العوالم ص ٩٤.

[٢] تظلّم الزهراء (عليها السّلام) ص ١١٨.

[٣] من قصيدة للحاج هاشم الكعبي ، ذُكرت في أعيان الشيعة بترجمته.

نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست