وخرج من بعده عبد الله بن مسلم بن عقيل
بن أبي طالب ، واُمّه رقية الكبرى بنت أمير المؤمنين (عليه السلام) [١]
، وهو يقول :
اليوم ألقى مسلماً وهو أبي
وعصبة بادوا على دين النبي
فقتل جماعة بثلاث حملات [٢].
ورماه يزيد بن الرقاد الجهني [٣]
، فاتقاه بيده فسمرها إلى جبهته ، فما استطاع أنْ يزيلها عن جبهته [٤]
فقال : اللهمّ انّهم استقلونا واستذلونا فاقتلهم كما قتلونا. وبينا هو على هذا إذ
حمل عليه رجل برمحه فطعنه في قلبه ومات [٥].
فجاء إليه يزيد بن الرقاد وأخرج سهمه من جبهته وبقي النّصل فيها وهو ميّت [٦].
حملة آل أبي طالب
ولمّا قُتل عبد الله بن مسلم ، حمل آل
أبي طالب حملة واحدة ، فصاح بهم الحسين (عليه السّلام) : «صبراً على الموت يا بني
عمومتي ، والله لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم» [٧]
، فوقع فيهم عون بن عبد الله بن جعفر الطيّار ، واُمّه العقيلة زينب ، وأخوه محمّد
، واُمّه الخوصاء ، وعبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب [٨]
، وأخوه جعفر
[١] نسب قريش لمصعب
الزبيري ص ٤٥. قال : وهي اُمّ أخويه علي ومحمد.
[٧] هذه الجملة هي
الظاهرة مما ذكره ابن جرير في التاريخ ٦ ص ٢٥٦ : و (النداء بالصبر) نصّ عليه
الخوارزمي في المقتل ٢ ص ٧٨ ، والسيد في اللهوف ص ٦٤.
[٨] في المحبر لابن
حبيب النسابة ص ٥٧ : كانت خديجة بنت علي (عليه السلام) عند عبد الرحمن بن عقيل.
وفي معارف ابن قتيبة ص ٨٩ ، عند ذكر أخبار علي (عليه السلام) : ولدت له سعيداً.
وفي المحبر لابن حبيب ص ٥٧ : خلف على خديجة هذه أبو السنابل عبد الله بن عامر بن
كريز.