responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 258

أشبه النّاس برسولك محمّد خَلقاًَ وخُلُقاً ومنطقاً [١] ، وكنّا إذا اشتقنا إلى رؤية نبيّك نظرنا إليه ، اللهمّ فامنعهم بركات الأرض ، وفرِّقهم تفريقاً ، ومزِّقهم تمزيقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا ترضِ الولاة عنهم أبداً ، فإنّهم دعونا لينصرونا ، ثمّ عدَوا علينا يقاتلونا» ، ثمّ تلا قوله تعالى : (إِنّ اللّهَ اصْطَفَى‌ آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرّيّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[٢].

ولم يزل يحمل على المَيمنة ويعيدها على المَيسرة ويغوص في الأوساط ، فلَم يقابله جحفل إلاّ ردّه ، ولا برز إليه شجاع إلاّ قتله :

يرمي الكتائب والفلا غصَّت بها

في مثلها من بأسه المتوقِّد

فيردّها قسراً على أعقابها

في بأس عرّيس العرينة ملبد

فقتل مئة وعشرين فارساً. وقد اشتدّ به العطش فرجع إلى أبيه يستريح ويذكر ما أجهده من العطش [٣] فبكى الحسين (ع) وقال : «وآ غوثاه! ما أسرع الملتقى بجدّك فيسقيك بكأسه شربةً لا تظمأ بعدها» وأخذ لسانه فمصّه ودفع إليه خاتمه ليضعه في فيه [٤].

ويؤوب للتوديع وهو مكابد

لظما الفؤاد وللحديد المجهد

صادي الحشا وحسامه ريّان من

ماء الطلا وغليله لم يبرد

يشكو لخير أب ظماه وما اشتكي

ظمأ الحشا إلا إلى الظامي الصدي

كل حشاشته كصالية الغضا

ولسانه ظمأ كشقة مبرد

فانصاع يؤثره عليه بريقه

لو كان ثَمّة ريقه لم يجمد

وَمُذ انثنى يلقى الكريهة باسماً

والموت منه بمسمع وبمشهد


[١] مثير الأحزان لابن نما واللهوف ومقتل الخوارزمي.

[٢] مقتل الخوارزمي ٢ ص ٣٠.

[٣] مقاتل الطالبيّين لأبي الفرج ص ٤٧ الطبعة الحجرية ، ومقتل العوالم ص ٩٦ ، وروضة الواعظين ص ١٦١ ، ومناقب ابن شهر آشوب ٢ ص ٢٢٢ طبعة ايران ، ومثير الأحزان لابن نا ص ٣٥ ، واللهوف ص ٦٤ طبعة صيدا ، ومقتل الخوارزمي ٢ ص ٣٠.

[٤] مقتل الخوارزمي ٢ ص ٣١ ، ومقتل العوالم ص ٩٥. جاء في معاهد التنصيص للعباسي ٢ ص ٥١ : أنّ يزيد بن مزيد الشيباني لمّا لحق الوليد بن طريف وأجهده العطش ، وضع خاتمه في فمه وتبع الوليد حتّى طعنه بالرمح. وروى الكليني في الكافي عن الصادق (عليه السّلام) أنّه لا بأس للصائم أن يمصّ الخاتم ، وبه أفتى العلماء بالجواز ولعلّ من أسراره أنّه يسبب عمل الغدد في الإفراز ، وعليه فلا خصوصيّة للخاتم بل كلّ ما يسبب عمل الغدد في الإفراز يوضع في الفم كالحصى ونحوهما.

نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست