ولمّا لَم يبقَ مع الحسين إلاّ أهل بيته
، عزموا على ملاقاة الحتوف ببأس شديد وحفاظ مرّ ونفوس أبيّة ، وأقبل بعضهم يودّع
بعضاً [٢] وأول مَن تقدّم أبو
الحسن [٣] علي الأكبر [٤]
وعمره سبع وعشرون سنة ؛ فإنّه ولد في الحادي عشر من شعبان سنة
[٣] ذكرنا في رسالة (علي
الأكبر ص ١٤) الرواية عن أبي الحسن الرضا (ع) أنّه كان متزوّجاً من اُمّ ولد ، فلعلّ
الكنية بأبي الحسن من جهة ولد له منها اسمه (الحسن) كما يقتضيه التسمية باُمّ ولد
مع أنّ زيارته المرويّة في كامل الزيارات ص ٢٣٩ تؤكّده. قال الصادق (ع) في تعليم
أبي حمزة «قُل ، صلّى الله عليك وعلى عترتك وأهل بيتك وآبائك وأبنائك واُمّهاتك
الأخيار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهراً» ، والأبناء جمع أقلّه إثنان.
[٤] في رسالتنا (علي
الأكبر) ذكرنا نصوص المؤرّخين على أنّه أكبر من السّجاد (ع) وسيأتي في الحوادث بعد
الشهادة ، اعتراف زين العابدين به في المحاورة الجارية بينه وبين ابن زياد.