وجاء عمرو بن قرظة الأنصاري [١]
ووقف أمام الحسين (ع) يقيه من العدو ويتلقّى السّهام بصدره وجبهته فلم يصل إلى
الحسين (ع) سوء ، ولمّا كثر فيه الجراح التفت إلى أبي عبد الله وقال : أوفيت يابن
رسول الله؟ قال : «نعم ، أنت أمامي في الجنّة ، فاقرأ رسول الله منّي السّلام ، وأعلِمه
أنّي في الأثر». وخرَّ ميّتاً [٢].
فنادى أخوه علي وكان مع ابن سعد : يا
حسين ، يا كذّاب ، غررت أخي حتّى قتلته؟ فقال عليه السّلام : «إنّي لَم أغر أخاك ،
ولكنّ الله هداه وأضلّك». فقال : قتلني الله إنْ لَم أقتلك. ثمّ حمل على الحسين
ليطعنه ، فاعترضه نافع بن هلال الجملي فطعنه حتّى صرعه ، فحمله أصحابه وعالجوه
وبرئ [٣].
نافع الجملي
ورمى نافع بن هلال الجملي المذحجي بنبال
مسمومة ، كتب اسمه عليها [٤]
وهو يقول [٥].
أرمي بها معلمة أفواقها
مسمومة تجري بها اخفاقها
ليملأنَّ ارضها رشاقها
والنفس لا ينفعها اشفاقها
فقتل اثنى عشر رجلاً سوى من جرح ، ولمّا
فنيت نباله جرّد سيفه يضرب فيهم ، فأحاطوا به يرمونه بالحجارة والنصال حتّى كسروا
عضديه وأخذوه أسيراً [٦]
[١] في جمهرة أنساب
العرب لابن حزم ص ٣٤٥ : من ولد عمرو بن عامر بن زيد مناة بن مالك الأغر ، وهو
الشاعر المعروف بابن الاطنابة قرظة بن كعب بن عمرو الشاعر ، له صحبة. كان لقرظة بن
عمرو ابنان ؛ عمرو قُتل مع الحسين (ع) ، وآخر مع ابن سعد ولَم يسمّه.