responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 238

سطت ورحى الهيجاء تطحن شوسها

ووجه الضحى في نقعها متنقِّب

تهلّل بشراً بالقراع وجوهها

وكم وجه ضرغام هناك مقطّب

وتلتذّ أن جاءت لها السمر تلتوي

وللبيض ان سُلّت لدى الضرب تطرب

أعزّاء لا تلوي الرقاب لفادح

ولا من اُلوف في الكريهة ترهب

فما لسوى العلياء تاقت نفوسهم

ولَم تك في شيء سوى العزّ ترغب

فلَو أنَّ مجداً في الثرّيا لحلقت

إليه وشأن الشّهم للمجد يطلب

فأسيافهم يوم الوغى تمطر الدّما

وأيديهم من جودها الدهر مخضب

وما برحت تقري المواضي لحومها

ومن دمها السّمر العواسل تشرب

إلى أنْ تهاوت كالكواكب في الثرى

وما بعدهم يا ليت لا لاح كوكب [١]

إتهاووا فقل زهر النّجوم تهافتت

وأهووا فقل شمّ الجبال تهدّم [٢]

وخرج يسار مولى زياد وسالم مولى عبيد الله بن زياد فطلبا البراز ، فوثب حبيب وبرير ، فلم يأذن لهما الحسين (ع). فقام عبد الله بن عمير الكلبي ، من بني عليم ، وكنيته أبو وهب ، وكان طويلاً شديد السّاعدين بعيد ما بين المنكبين ، شريفاً في قومه شجاعاً مجرّباً ، فأذن له وقال : «أحسبه للأقران قتّالاً». فقالا له : مَن أنت؟ فانتسب لهما ، فقالا : لا نعرفك ليخرج إلينا زهير أو حبيب أو برير ، وكان يسار قريباً منه فقال له : يابن الزانية أوَبك رغبةً عن مبارزتي؟ ثمّ شدّ عليه بسيفه يضربه ، وبينا هو مشتغل به إذ شدّ عليه سالم ، فصاح أصحابه قد رهقك العبد فلم يعبأ به ، فضربه سالم بالسّيف فاتقاها عبد الله بيده اليسرى فأطار أصابعه ، ومال عليه عبد الله فقتله. وأقبل إلى الحسين يرتجز وقد قتلهما.

وأخذت زوجته اُمّ وهب بنت عبد الله بن النمر بن قاسط ، عموداً ، وأقبلت نحوه تقول له : فداك أبي واُمّي قاتل دون الطيّبين ذريّة محمّد صلّى الله عليه وأله وسلّم. فأراد أنْ يردّها إلى الخيمة ، فلَم تطاوعه وأخذت تجاذبه ثوبه وتقول : لن أدعك دون أنْ أموت معك. فناداها الحسين (ع) : «جزيتم عن أهل بيت نبيكم خيراً ،


[١] من قصيدة للشيخ حسون الحلي ، شعراء الحلة ٢ ص ١٠٤.

[٢] من قصيدة للحجة للشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء قدس سره ، طبعت في كتابنا (قمر بني هاشم).

نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست